2) نوعية الغذاء Kind of Diet
مما لا شك فيه، أن نوعية الغذاء وكميته التي يتناولها الطفل ترتبط ارتباطاً وثيقاَ بصحته العامة. فكثير من الأمراض التي يتعرض لها طفل الابتدائي تكون نتيجة لسوء التغذية إما لعدم تنوعها الغذائي أو لقلة كمياتها المتناولة. إن جسم الإنسان في حاجة إلى كميات متوازنة نوعا ما بين عناصر الغذاء الأساسية التي يحتاجها وهي: الكربوهيدرات ( نشويات وسكريات)، الدهون، البروتين، الفيتامينات، الأملاح، الماء. لذلك فإن أي خلل في هذا التوازن الغذائي يسبب أمراضاً للطفل ناتجة عن سوء التغذية. يجب على الإخصائي النفسي المدرسي بالتعاون مع بقية أعضاء فريق التوجيه التعرف على حاجات الطفل المتعلقة بالتغذية والمشكلات الناتجة عنها.
(3) التوازن بين النشاط والراحة Balance of Activity & Rest بالرغم أن الأنشطة التي يمارسها الطفل داخل المدرسة تعتبر جزءاً أساسياً، ومكملاً للمنهج الدراسي في المرحلة الابتدائية، إلا أننا يجب ألا نغالي في الأنشطة التي ترهق الطفل وتستنفذ جهده مما يتسبب في قصوره وعجزه عن التحصيل الدراسي بشكل عام فتكون نتائجها عكسية لما هو متوقع منها، ومن ثم، على الإخصائي النفسي المدرسي مع فريق التوجيه أن يراعوا التخطيط السليم للأنشطة التي يكلف الطفل بممارستها داخل المدرسة. فلا يحملونه أكثر من طاقاته، ولا يطالبونه بأكثر مما يستطيع، مع مراعاة توفير الوقت اللازم لراحته العضوية والعقلية خلال مزاولته لهذه الأنشطة داخل المدرسة.
ثانياً : تقبل الذات والتقبل من الآخرين
Self - Acceptance & Acceptance from Others
إن طفل المرحلة الابتدائية كعضو جديد في المجتمع المدرسي، يحاول أن يختبر ذاته مرة أخرى بين أقران عمره وفي محيط البالغين والراشدين من المدرسين وهيئة موظفي المدرسة، وتدور في ذهنه تساؤلات ملحة يحاول أن يختبر الإجابة عليها خلال علاقاته وتفاعلاتهم معهم بالمدرسة: هل سيلقى الحب والتقبل والفهم منهم أم سيصدم بالعكس ؟ هل خبراته المدرسية ستتشابه مع خبراته المنزلية أم ستختلف عنها ! هل ستكون أفضل أم أسوأ منها ؟ ويشعر الطفل بخيبة أمل في مجتمعه المدرسي إذا شعر أو على الأقل إذا ظن أن أحدا لم يفهمه ولم يتقبله في المدرسة وبأنه غير محبوب فيها ؟ أو إذا وجد خبراته المدرسية أسوأ من خبراته المنزلية. فإذا فشل المدرسون وهيئة موظفي المدرسة في تصحيح اتجاهات نحوها ونحو علاقاتهم به، فإن هذا الفشل ينعكس على سلوكه الشخصي والاجتماعي والتربوي بصفة عامة داخل المدرسة وخارجها.
وعلى الإخصائي النفسي بالتعاون مع أعضاء فريق التوجيه بالمدرسة مساعدة الطفل على تقبل ذاته كما هي وزيادة إحساسه بتقبل الآخرين له، باذلين جهدهم لمساعدته في تدعيم موطن القوة في شخصيته وليتغلب على نقاط الضعف فيها ، وذلك خلال البرامج المخططة للأنشطة المدرسية التي يشجع الطفل على الاشتراك والانتظام فيها .
إن العمل الجماعي داخل المدرسة الابتدائية يدعم إحساس الطفل بتقبله لذاته وتقبله من الآخرين، ويساعده على تقبل نقاط ضعفه ومحاولة التغلب عليها ومواطن قوته ومحاولة تدعيمها، وينمي عنده القدرة على التفاعل الديناميDynamic Interaction بينه وبين أقرانهومدرسية،ويطور العلاقات الاجتماعية بينه وبين الآخرين، يتيح الفرصة له للتفكير الابتكاري والتعبير الحر عن آرائه، يعوده على الاعتماد على النفس والاستقلالية، يمكنه من التعرف على قدراته وإمكاناته، يصحح أفكار واتجاهاته ويدعم الثقة في نفسه كعضو في جماعة لا تستغني عن وجوده فيها.
ثالثاً : التعامل مع الخوف والشعور بالذنب :
Dealing With Fear and Guilt Feeling
في بعض الأحيان يشعر الطفل بالخوف عندما يستمع إلى خبرات مخيفة يحكيها الآخرون، أو عندما يضع نفسه في المواقف المحركة التي لم يكن مستعداً لمواجهتها. والشعور بالذنب يصاحب المواقف التي يسبب فيها إحراجاً للآخرين ولم تلق قبولا منهم ولا رضا عنها، والتي يؤنب ويلام عليها، والتي يشعر بالخجل منها.
لذلك يجب على الكبار في البيت والمدرسة مساعدة الطفل على تجنب الشعور بالخوف والتغلب على الشعور بالذنب، ولكن العقاب واللوم في أضيق الحدود وليكن التأنيب والتوبيخ على الأخطاء المقصودة والمتكررة لأكثر من مرة وليس على تلك التي تصدر عنه عفوياً أو لأول مرة.
رابعاً :التعامل مع الواقعDealiny With Reality :
إن عالم الخيال World of Fantasy الذي يعيش فيه الطفل يشعره بالآمن والسعادة أكثر مما يحس به في عالم الواقع World of reality ويجب أن تفرق بين أحلام اليقظة التي يهرب بها الطفل من مشكلات عدم توافقة مع الواقع وبين أحلام المستقبل Feature dream التي يتطلع بها الطفل إلى ما يجب أن يكون عليه من نجاح في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية عندما يدخل عالم الكبار. الطفل العادي يمكنه أن يميز بين الواقع وأحلام المستقبل؛ بينما الطفل الذي يعاني من عدم توافق مع الواقع يخلط بينه وبين أحلام اليقظة التي يعيش فيها.
ويتحمل أهل البيت والعاملون في المدرسة مسؤولية مساعدة الطفل على التكيف السليم والتوافق السوي مع الواقع في حياته، وذلك بمساعدته على تحديد مشكلاته التي دفعت به إلى أحلام اليقظة، ووضع البدائل والخيار لحلها، واختيار الأنسب منها للتغلب عليها، واتخاذ الخطوات الإيجابية نحو التخلص منها؛ كما يجب مساعدته على التميز بين الخيال والواقع خطوة بخطوة خلال مراحل نموه اليومي بدون حدوث أي إحراج أو إحباط له، وذلك خلال مناقشته بجدية فيما يرويه من قصص خيالية وتوضيح الصورة أمامة بين لا معقولية ما يرويه وواقعية ما يجب أن يكون عليه.
خامساً : التعرف على المسئولية تجاه الآخرين