الارشاد النفسي للاطفال []أولا : إرشاد الأطفال :
يستهدف إرشاد الأطفال العمل على مساعدة الطفل في تحقيق النمو المتوازن المتكامل لجميع الجوانب النمائية (الجسمية، والعقلية، والاجتماعية، والانفعالية) ومساعدة الطفل على فهم ذاته فيما يتعلق بحاجاته وبمطالب البيئة من حوله، كما يهدف إلى مساعدته في القيام بالتوافق مع المواقف الجديدة، فالإرشاد النفسي للأطفال لا يتعلق فقط بعلاج موقف متأزم أو مواجهة مشكلة ما، بل يتعلق بمفهوم استمرار النمو وترابط مراحله.
ويجب أن تقدم خدمات إرشاد الأطفال في ضوء معرفة كاملة بخصائص ومعايير ومطالب النمو في مرحلة الطفولة مع مراعاة الفروق الفردية والفروق بين الجنسين.
خصائص مرحلة الطفولة :
من الناحية الجسمية يتسم النمو الجسمي في هذه المرحلة بزيادة الطول والحجم، والوزن، ويسير النمو العضلي بمعدل أسرع من ذي قبل وأهم ما يميز الطفل في هذه المرحلة قدرته على النشاط العضلي كالجري، والقفز والتسلق، ولكن عموما نجد أن الأطفال يميلون إلى النحافة مما يزيد قابليتهم للعدوى ببعض الأمراض نتيجة لنموهم السريع وتبدأ الأسنان اللبنية في السقوط لتحل محلها الأسنان الدائمة.
وفي منتصف المرحلة نجد أن معظم القدرات العقلية تبدأ في النضج من تذكر وتفكير وانتباه يتحول تدريجيا إلى الواقعية والنظرة العلمية للبيئة وتزداد قدرة الطفل على التعلم بالخبرة (المحاولة والخطأ) ويكتسب فكرة عن المسافة والحجم والشكل وتزداد رغبته في جمع الأشياء وحب الاستطلاع ونجد الذكاء ينمو حتى الثانية عشرة (أي في نهاية المرحلة).
وتتميز انفعالات الطفل في بداية المرحلة بأنها شديدة ومبالغ فيها فهو يحب بشدة، ويكره بشدة ويغضب بشدة.. بل يزداد التعبير عن الغضب مثلا عن أدنى إحباط يمكن مواجهته، ويلاحظ أن البنات أكثر خوفا من البنين، ولكنهم في نفس الوقت أقل عدوانية من البنين، وتنشأ في تلك المرحلة مشاعر الغيرة، وتبدأ مع نهاية المرحلة انفعالاته في الثبات والاستقرار والسيطرة على كثير من انفعالاته ويعمل على تجميع معظم انفعالاته حول موضوع معين لتكوين ما يسمى بالعواطف والعادات الانفعالية.
أما من الناحية الاجتماعية فإننا نجد مع بداية المرحلة أن سلوك الطفل يتأرجح ما بين الاستقلالية، والاعتمادية، وتتسع دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في الأسرة ومع جماعة الرفاق، وبذهاب الطفل إلى المدرسة تتاح له فرصة تحقيق المكانة الاجتماعية من خلال اللعب ويتسم سلوكه الاجتماعي بالانطلاق والرغبة في لقاء من هم في سنه، فهو لا يحب العزلة، ولكنه في الوقت نفسه لا يميل إلى الاختلاط بالجنس الآخر.
طبيعة واحتياجات الطفولة:
لقد أوضح ماهر عمر (1999) الحاجات التي ينبغي إشباعها في مرحلة الطفولة على النحو التالي:
أولاً : الحاجات العضوية Physical Needs
من أهم الحاجات التي يريد طفل المرحلة الابتدائية إشباعها، هي الحاجات العضوية. تلك الحاجات التي تتعلق بالصحة العامة للطفل، نوعية غذائه، التوازن بين الأنشطة التي يمارسها والراحة التي يتطلبها جسمه وعقله، وأخيرا علامات الاستفهام والأسئلة الحائرة حول الجنس التي تشغل تفكيره طول فترة نموه، خلال هذه الفترة الدقيقة من عمره.
(1)الصحة العامة للطفل General He***h of the Child
لا يمكن لأحد أن ينكر أن العقل السليم في الجسم السليم، فإذا صح الجسم سلم العقل. لذلك فإن أي مرض يصيب الطفل يؤثر على تفكيره العقلي وإنجازه العضوي مما قد يتسبب في عرقلة تحصيله الدراسي. ولما كان طفل المرحلة الابتدائية أكثر عرضة من غيره للإصابة بالأمراض المعدية، التي تتناقل بين رفقاء عمره داخل المدرسة، ولما كان طفل المرحلة الابتدائية أقل خبرة من غيره في التعرف على بعض الأمراض التي قد تصيبه مثل ضعف البصر أو فقر الدم وما شابها، لذلك كان هذا الطفل في أشد الحاجة إلى من يساعده في التعرف على هذه الأمراض والتخلص منها. ومن ثم، كان على فريق التوجيه النفسي بالمدرسة العبء الأكبر في إشباع هذه الحاجة عند طفل الابتدائي أن فحص الطفل مرتين على الأقل خلال العام الدراسي يعتبر بمثابة صمام أمن لصحته العامة، إن هذه الفحوصات الدورية تساعد فريق التوجيه النفسي بالمدرسة في التعرف على سلوك الطفل بصفة عامة داخل المدرسة وفي البيت. ومن ناحية أخرى تتيح الفرصة لأولياء الأمور لبذل المزيد من الرعاية الصحية لأطفالهم ومتابعة حالاتهم العضوية وتقدمها.