منهجية التدريس
يبدو أهم ما يميز منهجية التدريس في التعلم النشط، بالنقاط التالية:
1- التفاعل. يستجيب التدريس لحاجات واهتمامات التلاميذ الفردية. والتلاميذ يمكنهم اتخاذ قرارات هامة بخصوص تعلمهم.
* التلاميذ يستجيبون للأسئلة الموجهة من المعلم ويمتلكون بعض الخيارات بخصوص تعييناتهم وتعلمهم.
* التلاميذ يمتلكون فرصاً لاختيار مشاريع تتفق مع اهتماماتهم وتعييناتهم.
* التلاميذ يمتلكون فرصاً مستمرة لإيصال اهتماماتهم ومشاكلهم للمعلمين والكوادر المساعدة الأخرى، وللقيام بتصميم وتخطيط تعلمهم ومهماتهم.
2- إنتاج المعرفة. يتم تشجيع التلاميذ لبناء وإنتاج المعرفة بطرق مفيدة ومعمقة. كما يقومون بحل المشكلات والبحوث الاستقصائية والتأمل المعرفي وبناء مجموعة أو منظومة من الاستراتيجيات الفعالة للتعلم.
* التلاميذ يحلون المشكلات ويستجيبون لأسئلة ذات إجابات المحددة.
* التلاميذ يعملون بصفة مستقلة لمراجعة وتلخيص وربط المواد المتاحة لحل المشكلات وإجراء البحوث واستخلاص استنتاجاتهم.
* التلاميذ ينهمكون في البحث وحل المشكلات حيثما تتوفر وجهات وبدائل متعددة واستراتيجيات حلول تقوم على أفراد وفرق التعلم مثل: الحوار السقراطي والعصف الذهني والتبويب وتقديم الأفراد والمجموعات لعروض موجزة للنتائج.
تنظيم مجموعات التعلم النشط
يركز التعلم النشط- المتعاون/ المساهم في الغرفة الصفية الواحدة على استخدام المجموعات أو الفرق الصغيرة من تلميذين أو أكثر ،، أو بمشاركة عدة غرف صفية بنفس المستوى أو الاهتمام أو الهدف التربوي. إن اعتماد التنوع والمرونة في تنظيم هذه المجموعات من حيث الثقافات والقدرات والأعمار والخلفيات الاجتماعية – الاقتصادية، يعتبر هاماً في تشجيع التعلم النشط وتعدّد فرص المثابرة عليه من التلاميذ، بالإضافة إلى توفر معلومات وخبرات ومعارف متنوعة لمشاركتها منهم في التعلم. وعلى كل حال، تتصف مجموعات التعلم بالمبادئ التالية:
1- المرونة. تتشكل المجموعات ويُعاد تشكيلها حسب أغراض التعلم. كما تتشكل المجموعات بناء على الحاجات والاهتمامات العامة القريبة (قصيرة المدى) للتلاميذ.
* التلاميذ يبقون نسبياً واذا رغبوا في نفس المجموعة طيلة الفصل الدراسي أو السنة الدراسية.
* المجموعات تتشكل مبدئياً لكامل الفصل الدراسي أو السنة الدراسية، لكن يمكن لأفراد التلاميذ التنقل لمجموعات أخرى حسب إنجازهم.
* المجموعات تتشكل من اجل أغراض خاصة مثل الاهتمام العام بموضوع التعلم والحاجة لبناء مهارات محدّدة.. كما يعاد تشكيلها باستمرار خلال التدريس.
2- الإنصاف. يجري تنظيم المجموعات بصيغ يمتلك التلاميذ فرصاً عادلة للتعلم من كل منهم.
* التلاميذ يعملون بالدرجة الأولى مع أقران بقدرات مشابهة.
* التلاميذ يمتلكون فرصاً متفرقة للعمل خارج القدرات المتاحة لمجموعاتهم.
* التلاميذ يمتلكون فرصاً مستمرة للمعرفة والعمل مع كل التلاميذ الآخرين. يمتلك جميع التلاميذ أدواراً جادة في مجموعات التعلم.
3- التنوّع. تضم المجموعات تلاميذ وتلميذات وثقافات وأساليب تعلم وقدرات وأوضاع اجتماعية – اقتصادية وأعمار متنوعة من أجل تقديم مدى واسع من المعارف ووجهات النظر المختلفة.
* التلاميذ يوضعون في مجموعات تعلم بناء على قدراتهم داخل الفصول أو فيما بينها. كما يستعمل في بعض الأحيان مجموعة التدريس الصفية.
* التلاميذ يوضعون في مجموعات بناء على مستويات قدراتهم لكنهم يشتركون من مرحلة إلى أخرى في مجموعات متنوعة للتعلم.
* التلاميذ يعملون بالدرجة الأولى في مجموعات متنوعة وقليلاً في مجموعات قدرات محدّدة.
نماذج واستراتيجيات التعلم النشط
إن أكثر نماذج التدريس أهمية للتعلم النشط هو النموذج المتفاعل The Interactive Model. إن التدريس بهذا النموذج يدعو التلاميذ للانشغال / الاندماج في التعلم، وفي إنتاج المعرفة والخبرات بصيغ مفيدة. يتفاعل التلاميذ أحدهم مع الآخر ومع المعلمين بأنشطة حيوية مثل المشاريع وحل المشكلات والتعلم الفردي وبالمجموعات الصغيرة وبناء المعرفة والعصف الإدراكي والحوار السقراطي والتعلم المتعاون / المساهمCollaborative Learning .
مهمات التعلم النشط
حتى يكون التعلم نشطاً يجب أن تكون المهمات متقدمة في متطلباتها، وواقعية جادة، وتغطي جوانب متنوعة من المواد الدراسية،، وتتطلب وقتاً وتركيزاً لتحصيلها. كما تستلزم تعاوناً ومشاركة فعّالة من كافة أطراف عملية التربية: التلاميذ والأقران والمعلمين والإداريين والخدمات المساعدة وأسر التلاميذ. إن مهمات التعلم النشط هنا تقوم بالدرجة الأولى على المشاريع الفردية والمجموعات الصغيرة وأسلوب حل المشكلات. تبدو على مهمات التعلم النشط مهما يكن، المواصفات التلية:
1- الأصالة. إن مهمات التعلم ذات علاقة مباشرة باهتمامات وحاجات التلاميذ وبمشاكل الواقع في الأسرة ومواقع العمل بالحاضر والمستقبل. وتعتمد المهمات على الخبرات الحياتية، وتتطلب عمقاً في العمل وتتم بأسلوب المساهمة المتعاونة في التعلم.
* معظم مهمات التعلم لا تتم بالورقة والقلم والتلاميذ في مقاعدهم.
* التلاميذ يناقشون كيفية تطبيق المهارات التي يتعلمونها والمهمات التدريسية التي يقومون بها، في مواقف واقعية حقيقية.
* المهمات تأخذ أصالتها من اهتمامات التلاميذ والعمل مع الخبراء والقيم الاجتماعية والتقييم العام من المجتمع. تستخدم المهمات عادة أساليب الاستقصاء أو / والبحث سعياً للأصالة وللحصول على نتائج واقعية.
2- التحدي لقدرات التلاميذ. مهمات التعلم النشط هي مركبة وتحتاج عادة لوقت متواصل طويل نسبيا لإنجازها. وتتطلب بذلك من التلاميذ إعمال فكرهم ومهاراتهم الاجتماعية للنجاح في أدائها.
* المهمات تركز على الأساسيات كما تعطي أهمية بالغة للتمكن من مهارات وحقائق محدّدة مثل: التسميع والتمرين وأسئلة التذكر والتعلم المتراكم والمسائل الرياضية وتطبيقات كتب العمل.
* المهمات مركبة ومصمّمة بصيغ تستلزم من التلاميذ التفكير المليّ فيها وتحمّل مسؤوليات كبيرة في التعلم.
3- التعدّد الأكاديمي. المجالات الأكاديمية مندمجة معاً للتمكن من حل مشكلات أو لفهم وتوضيح قضايا معينة.
* مهمات التعلم ذات محتوى أكاديمي محدّد ومصممة للتركيز على مفاهيم ومهارات محدّدة أيضاً.
* مهمات التعلم ذات محتوى محدّد ولكن مع ارتباطات بين المجالات الأكاديمية من خلال أبعاد موضوعية أو زمنية. ويتحصل المعلمون على خبراتهم الأكاديمية بينما يقومون بمساعدة التلاميذ في ربط المعارف الأكاديمية معاً خلال التعلم.
* مجالات أكاديمية متعددة يجب اندماجها معاً من أجل إنجاز مهمة أو حل مشكلة محدّدة. ويتولى المعلمون والخدمات المساعدة الأخرى مثل مختصو المكتبات، المسؤولية للتعامل مع أكثر من مجال أكاديمي ومساعدة التلاميذ في ربط المجالات الأكاديمية والاستفادة منها معاً خلال التعلم.