مقدمة:
أن المجتمعات العربية الإسلامية تتعرض الآن – وفي المستقبل – لمجموعة من الأخطار والتحديات بعضها داخلي كالتغير في التركيب السكاني ، والتغيرات الثقافية والقيمية، والتغيرات المجتمعية المختلفة ، وبعضها خارجي : كالثورة العملية والتكنولوجية ، والتوتر بين العولمة والمحلية، والتغيرات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم .
أن العالم العربي يتعرض لمجموعة من التحديات والمخاطر لا بد للأنظمة التعليمية من مواجهتها،وان حاجة المجتمعات العربية إلى صياغة حديثة لنظرية تربوية إسلامية تكون في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالأمة العربية الإسلامية ،وأن التعليم في القرن الحادي والعشرين يرتكز على مجموعة من المبادئ هي :
1- بيئة تعليمية جديدة 2- التعليم الشخصي 3- تعليم مبتكر للمعرفة 4-التعليم مدى الحياة.
ومدرسة المستقبل هي إحدى الطروحات التربوية التي ينشدها التربويون العرب لمجابهة تلك الأخطار والتحديات حيث أن المطلوب منها شيئين الأول يتعلق بالكيفية التي يتم من خلالها التعامل مع تلك الأخطار والتحديات والأمر الآخر مراعاة الخصوصية والذاتية العربية الإسلامية التي تتميز بها المنطقة العربية الإسلامية.
مفهوم مدرسة المستقبل:
مفهوم مدرسة المستقبل على مدار العشرين سنة الماضية يدور حول العديد من الأفكار المدعومة بالكثير من المقالات الواردة في النشرات الدورية لوزارة المعارف والتي طرحها وناقشها العديد من الأساتذة العاملين في التطوير التربوي.
لمدرسة المستقبل متطلبات مختلفة من حيث الفراغ ، والأمن والسلامة والتشغيل والصيانة والتي ينبغي أن تتوافق مع التغير المتوقع في أسلوب التعليم والتقدم العلمي فيما يخص الاتصالات ونقل المعلومات وخاصة الإنترنت.
تطورت النظرة الحديثة للمدرسة في المجتمعات المعاصرة من اعتبار المدرسة مجرد مؤسسة للتعليم إلى أنها مؤسسة تعليمية ذات وظيفة اجتماعيه مسايرة لتطورات الحياة الاجتماعية كما أصبحت المدرسة توصف بأنها مجتمع صغير وبأنها أحد الأجهزة الاجتماعية يدرب عن طريقها المتعلمون على العمل الجماعي ،وعلى تحمل المسؤولية.
النشاط المدرسي في التربية الحديثة لا يعتبر نشاطا يخدم المنهج فحسب بل يعتبر منهجا مدرسيا تعتمد عليه عملية التعليم و التربية في تحقيق أهداف التربية الحديثة المتطورة،بالإضافة إلى أن هذا النشاط ليس هدفا في حد ذاته ،وإنما هو مجموعة وسائل ضرورية لتحقيق أهداف تربوية محددة تهيئ للطالب فرصا لبناء ذهنه وشخصيته وجسمه واكتساب عدد من المهارات الميدانية والاجتماعية والشخصية.
وساهمت مدرسة المستقبل في تعزيز الانتماء الديني والوطني لدى الأجيال في سياق التواصل الحضاري والإنساني، مع مراعاة تأكيد الهوية الإسلامية والثقافية والحضارية لأمتنا، على أن يقوم تصميمها على جذب الطلاب وتحقيق أعلى درجات الراحة والانتماء في بيئة تتواءم مع ميولهم وتطلعاتهم وكأنها منزل لهم يمارسون فيه كافة النشاطات التعليمية والمعملية والترفيهية.
وهى عبارة عن مدارس مزودة بفصول الكترونية بها أجهزة حواسيب وبرمجيات تمكن الطلاب من التواصل الكترونياً مع المعلمين والمواد المقررة ، كما يمكن نظام المدارس الذكية من الإدارة الالكترونية لأنشطة المدرسة المختلفة ابتداء من أنظمة الحضور والانصراف انتهاء بوضع الامتحانات وتصحيحها. كما تمكن المدارس الذكية من التواصل مع المدارس الأخرى التي تعمل بنفس النظام الأجهزة التعليمية المتصلة بالمدرسة وكذلك التواصل مع أولياء أمور الطلاب (الندوة الإقليمية،2003).
وقام احد الباحثين بوضع تعريف مبسط لمدرسة المستقبل في ضوء خصائصها ومواصفاتها كما يلي : هي نوع من المداس يقوم على الإمكانات الهائلة لتكنولوجيا الحاسبات والاتصالات والمعلومات بكافة أنواعها ، فهي مدرسة متطورة جدا باستخدام التكنولوجيا الحديثة ، وتعمل على تشجيع الطلاب عل التعلم الذاتي ، وإتاحة الفرصة لهم للاتصال بمصادر التعلم المختلفة ( المحلية- العالمية ) ، والحصول على المعلومات بأشكالها المختلفة ( المسموعة – المقروءة – المرئية ….الخ ) وذلك من خلال معامل الحاسبات الملحقة بها.