أشكال تدريب الزملاء
يشير الأدب التربوي في مجال تدريب الزملاء الى تنوع في مسميات هذا الأسلوب فهناك ما يسمى تدريب على المهارات التدريسية وتدريب الفريق وتدريب معرفي وغيرها . ويمكن القول أن هناك ثلاثة أشكال رئيسة تختلف حسب الهدف المراد من التدريب وهي :
1- التدريب على المهارات التدريسية Technical Coaching .
فمن فوائد التدريب بالزملاء التي ذكرت أنه يساعد على نقل المهارات الجديدة المتعلمة في ورش التدريب إلى الفصول الدراسية. ويوفر التغذية الراجعة لاستخدام هذه المهارات والاستراتيجيات. ويساعد على تحليل التطبيق الفعلي للمهارة المتعلمة حيث يتعلم المعلم المواقف المناسبة للمهارة وكيفية قياس فعاليتها. أي أن هذا النوع يهدف إلى انتقال أثر التدريب إلى الفصول حيث يعقب التدريب على مهارة محددة فيقوم الزميلان بالتجريب والملاحظة لهذه المهارة.
2-التدريب عن طريق التصدي للمشكلات Challenge Coaching.
ويقوم أساساً على أن فريقاً من المعلمين يتعاونون لحل المشكلات الشائعة التي تواجههم فيبدؤون بتحديد المشكلة ثم السعي لحلها سواء كانت هذه المشكلة على مستوى طالب معين أو على مستوى الفصل أو على مستوى المدرسة , وقد ينضم إلى هذا الفريق أحد الإداريين أو مرشد طلابي حسب طبيعة المشكلة . فمثلاً قد تشعر.المعلمات بوجود جمود في العلاقة بين الطالبات والمعلمات في المدرسة فيشكلون فريقا لداسة هذه المشكلة من خلال إجراء استفتاء عن أسباب هذا الجمود وحصر العوامل المؤدية لذلك وطرح البدائل . كذلك قد تشعر معلمات العلوم في المدرسة بضعف المهارات المعملية لدى الطالبات. فيقررن تشكيل فريق لتنظيم خطة للعمل على حل هذه المشكلة. وقد تشمل هذه الخطة القراءة عن المهارات المعملية، تحديد هذه المهارات، ملاحظتها وطرق تطويرها وذلك من خلال هذه الدروس واللقاءات بين المعلمات.
3-التدريب لتحسين التدريس Collegial Coaching.
بينما يهدف التدريب الفني إلى إتقان مهارات جديدة ويهدف النوع الثاني إلى حل المشكلات فإن هذا النوع من التدريب يهدف إلى تحسين الأداء التدريسي بشكل عام وتقوية الزمالة المهنية والحوار بين زملاء المهنة, كذلك يساعد على تحفيز التفكير التأملي والرقي بثقافة المدرسة Garmston,1987). فمع أن التدريب يشمل عينة من المعلمين في المدرسة إلا أن هذه المشاركة تشجع على العمل التعاوني في المدرسة لترقى بثقافتها .
وبشكل عام فان جميع برامج التدريب بالزملاء تتخذ أحد الصورتين التاليتين :
أولا : التدريب عن طريق الخبير Expert حيث يقوم المعلم المتميز بتقديم المساعدة لمعلم آخر وأحياناً يقوم المعلم ذو الخبرة التدريسية بتدريب المعلم الحديث
الخبرة , وكذلك قد يحضر أحد المعلمين الأساسيين الدورات التدريبية ليفيد الآخرين في مدرسته.
ثانيا : التدريب التبادلي Reciprocal حيث يتبادل المعلمون الأدوار فمرة يقوم بالتدريس أمام زميله ومرة أخرى يقوم بملاحظة زميله في التدريس فيتعلم المعلمون الطرق معاً من خلال ملاحظة بعضهم البعض والتعليق البناء. ويكون التدريب التبادلي بين اثنين أو ثلاثة من الزملاء أو مجموعة تقدم التغذية الراجعة لأحد المعلمين, وهذا يشجع على استفادة وتعلم المعلمين من بعضهم البعض (Ackland,1991).
خصائص أسلوب تدريب الزملاء
الجدير بالذكر أن أسلوب التدريب هذا له خصائص تميزه عن غيره من أساليب التدريب وربما تجيب هذه الخصائص عن بعض التساؤلات حوله ,وفيما يلي توضيح لها :
1. يهدف إلى تقديم المساعدة والعون بين المعلمين, فالحوار والمناقشة بين المعلمين يثري الفهم ويوعي المعلمين بسبب نجاح درس معين مع مجموعة وعدم نجاحه مع مجموعة أخرى. فقد يكون لدى المعلم في أثناء تدريسه تساؤلات يود بحثها ولكنه قد لا يستطيع بمفرده جمع المعلومات اللازمة لمساعدة نفسه , فتعاون المعلمين لأهداف مشتركة يساعد على رفع مستوى التلاميذ وبالتالي فهو وسيلة لتحسين بيئة التعليم.
2. لا يعتمد على إصدار حكم فهو لا يهدف إلى تقويم أداء المعلم فالمتدربين جميعهم معلمون يسعون لتحسين العملية التربوية من خلال جمع المعلومات التي يحتاجها المعلم ليستفيد منها ودون أن تستخدم التغذية الراجعة اللفظية المحتوية على تقويم. أي أن المعلومات الخاصة بالمعلمين لا تقدم للمشرف التربوي من أجل استخدامها في التقويم .
3. علاقة زمالة مهنية و صحبة ورفقة وليست علاقة رسمية, حيث المشاركة في التدريب بالزملاء تقلل من العزلة بين المعلمين وتبني الثقة بينهم لأن التفاعل مع الآخرين يؤدي إلى تبادل الأفكار والتنفيس عن الإحباطات خلال المواقف الحرجة وبالتالي دعم القدرة على المحاولة والتجريب والتطوير.
4. الثقة بين الزملاء والاحترام المتبادل بحيث يؤدي ذلك إلى تغذية راجعة
فعالة بدون أن يكون الزميل في وضع دفاع عن نفسه . وقد قدم دون
In Waddell,2005) )خمسة أسس لبناء الثقة وهي : 1) . تعرف على الزميل الذي أمامك 2). كن مستعداً للتركيز على ما يفعله وما يحتاجه 3). التزم بهذه العلاقة 4). توقع أن التطوير قد يكون صعباً أحياناً 5). كن جريئاً في اتخاذ الإجراءات اللازمة
5. المشاركة في هذا التدريب تطوعية وليست إلزامية, أي أن هذا التدريب يؤدي ثماره حين تتم موافقة جميع المشاركين طوعا على التعاون والمشاركة في وضع الأهداف وتطوير المواد اللازمة وجمع المعلومات . بمعنى أن هذا التدريب يكون ناجحاً وفعالاً عندما يشعر المعلم بحاجته لهذا الأسلوب ورغبته في الانضمام إلى زميل أو فريق عمل يرتاح إليه ويثق به . ويتم ذلك من خلال نشر الوعي بهذا الأسلوب والتدريب على المهارات اللازمة لتطبيقه مثل مهارة تحليل التدريس وتقديم التغذية الراجعة.
6. تدريب الزملاء مبني على اهتمامات المعلم وأهدافه واحتياجاته المهنية ويشمل جميع نواحي العملية التعليمية سواء طرق التدريس أو أساليب التقويم أو إدارة الفصل أو استخدام التقنيات.
7. سري وخاص : فما يدور من حوار ونقاش بين المعلمين يبقى خاصا وسريا, فقد يطلب المعلم من زميله أو فريق التدريب ملاحظة مدى فعاليته في تطبيق طريقة التعلم التعاوني أو إدارته للفصل وتقديم الاقتراحات للتطوير بدون معرفة رؤسائه عن نقاط ضعفه ربما وسلبياته. أي أن الاجتماع القبلي والمشاهدة والاجتماع البعدي تتم دون تدخل مباشر من قبل المشرف .
8. تبادلي :حيث العلاقة بين المتدربين ليست هرمية, فمرة يكون الزميل مدرباً يساعد زميله على تحديد الصعوبات لديه ويشاهد أداءه ويقدم له التغذية الراجعة ومرة يكون متدربا يحتاج إلى زميله كمدرب له .
9. ملاحظة منظمة فهو مبني على ملاحظة التدريس وتقديم التغذية الراجعة بعد الملاحظة, أي أنه مستمد من جوانب الإشراف العيادي ويكون التركيز في الملاحظة على ما يناسب حاجات المعلم التي يحددها هو بمساعدة زميله . قد يتوفر للمعلم استخدام بعض الوسائل مثل التسجيل الصوتي أو المرئي لما يدور في الفصل, ولكن لا شك أن وجود زملاء آخرين معه يعطي نتائج أفضل, حيث يحدد المعلم الجوانب التي يريد ملاحظتها مثل أساليب التدريس، طرق التقويم، إدارة الفصل، التفاعل الصفي، أو استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية و يطلب من أحد الزملاء ملاحظته مما يعني توفر معلومات أكثر ووجهات نظر متعددة.
10. عندما تتوفر الخصائص السابقة فان ذلك سيوفر بيئة آمنة لتجريب وتحليل التدريس دون الشعور بالقلق والخوف من نتائج التقويم .