مجالات التقويم التربوي
___________________________________________
مرت عملية التقويم بمراحل تاريخية مختلفة ، وتطورت وسائلها بتطور حياة الإنسان ، ففي العصور القديمة استخدم الإنسان التقويم بإصداره نوعاً من الأحكام على الظواهر البيئية ، والناس الذين يعيش معهم ، فكان يدرك على سبيل المثال ، أن فلاناً من الناس قوي وآخر ضعيف 0
ثم انتقل التقويم بسبب تعقد الحياة ، ليقوم به ( معلم الحرفة ) الذي كان يصدر أحكامه على المتتلمذين على يديه ويقرر إلى أي مدى أتقن كل واحد منهم الحرفة التي يمارسها 0
أولاً – مفهوم التقويم :
التقويم كمفهوم عام عملية يتم فيها : ( إعطاء وزن أو قيمة وزنية لأي جانب من جوانب النشاط الإنساني، من حيث كماله أو نقصانه أو من حيث صوابه أو خطئه ، جماله أو قبحه ، خيره أو شره ) 0
وبحسب المفهوم السابق فإن التقويم التربوي ، يتضمن – بشكل خاص – تحديد مستويات الطلاب وإنجازاتهم ومعدلات تقدمهم في جميع الخبرات التي تقدمها المدرسة لهم ، سواء أكانت هذه الخبرات – نظرية أو عملية – مرتبطة بحياتهم الخاصة أو بحياة المجتمع الذي يعيشون فيه 0
ومع ما تقدم فإن التقويم التربوي لا يقتصر على مجال تقويم إنجازات الطلاب في التعليم فقط بل يتعداه إلى تقويم المعلم ، وطرق التدريس ، والمنهج المدرسي ، والإمكانيات المختلفة ، وكل ما يتعلق بالعملية التربوية والتعليمية ويؤثر فيها 0
والتقويم التربوي لا يقتصر في مفهومه أيضاً على تقدير قيمة الشيء ووزنه مثل ( أداء الطلاب ) وإنما يتعدى ذلك إلى إصدار أحكام على هذا الأداء ، بكشف مواطن الضعف والقوة فيه ، ومحاولة تعديله أو تطويره 0 وبهذا فإن التقويم يتضمن بشكل موجز ما يلي :
1 – تقدير قيمة الشيء 0
2 – إصدار أحكام على موضوع التقويم : أشخاص أو برامج 000الخ 0
3 – إظهار نواحي الضعف والقوة في موضوع التقويم 0
4 – التحسين أو التطوير للبرامج القائمة ومدى نموها من أجل تحقيق الأهداف المرسومة 0
ثانياً – أهداف التقويم :
يتصف التقويم بشمولية النظرة إلى مكوِّنات العملية التربوية التعليمية – كما عَرَفنا – ويبحث كذلك عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفها أو قوتها من خلال نظرته الشمولية هذه 0 ومع ذلك فإن أهداف التقويم تركز على المكوِّنات الجزئية للعملية التربوية والتعليمية ، لكنها في الأخير تربُط بين هذه الجزئيات لتكون حكماً عاماً وشمولياً على العملية التربوية والتعليمية برمتها 0
ومن أهداف التقويم :
أ – معرفة نواحي الضعف والقوة في تعلم الطلاب ، وتحديد الاتجاه الذي يسير عليه نموهم العام المعرفي ، والاجتماعي ، والنفسي 000 الخ 0
ب – يكشف لنا التقويم المستمر عن مدى تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المرسومة سلفاً والجوانب التي تحتاج إلى تطوير أو تعديل أو تغيير في هذه الأهداف 0
ج – يكشف لنا التقويم نواحي القوة أو الضعف في المعلم ، والمنهج المدرسي ، وطرق التدريس والوسائل المعينة الأخرى التي تستخدم في عملية التعليم والتعلم أو تخدمها 0
الجوانب التي يتم تقويمها في الطالب :
إلى جانب الأهداف السابقة فإن التقويم التربوي يسهم في تقويم الكثير من الجوانب الشخصية للطالب بهدف تنميتها ، ومن هذه الجوانب :
1 – جوانب الصحة والأمن والسلامة والنمو الجسمي للطالب 0
2 – النمو الاجتماعي والعاطفي 0
3 – السلوك الخلقي والمعايير الشخصية 0
4 – القدرة على تولي المراكز القيادية 0
5 – الإلمام بمظاهر الطبيعة : نباتات ، و حيوانات ، ومظاهر أخرى 0
6- القدرة على التفاهم مع الناس من خلال القدرة على الاتصال بواسطة اللغة والقراءة 0
7 – الجمل والتذوق من خلال الرسم ، والزخرفة 000الخ 0
8 – القدرة على العد والحساب والقياس والإنتاج 0
ويحسن أن نشير إلى أن تقديمنا – فيما سبق – لمفهوم التقويم ، وأهدافه ، والجوانب التي يهتم بها لتقويم الطالب ، جاء بشكل مختصر ، هدفنا منه تقديم فكرة عامة 0 كون ما يهمنا كمعلمين هو معرفة وسائل التقويم ، وبشكل خاص وسائل قياس التحصيل المدرسي ومدى أهميتها ، وكيفية استخدامها 0
ثالثاً – وسائل التقويم :
تتنوع وتتعدد وسائل التقويم بسبب اتساع مجالاتها ، لكن أبرز هذه الوسائل المستخدمة في قياس التحصيل المدرسي هي الاخـتـبـارات 0 فما الاختبارات ؟ وما أهدافها ؟ ثم ما أنواعها ؟ وأخيراً ما دور الأسئلة في التعليم الصفي ؟
ملاحظة : سيتم لاحقاً الحديث عن الاختبارات 0