سحر
نقاط : 1728 تاريخ التسجيل : 30/06/2009
| موضوع: ظاهرة الموهبة بين الاكتشاف والتصنيع صناعة الذكاء والتفوق الأحد يوليو 12, 2009 4:35 am | |
| أ ــــ ظاهرة الموهبة بين الاكتشاف والتصنيع/ صناعة الذكاء والتفوق يمكن التأكيد على أن الفعل التربوي، لا يتعايش مع أية حتمية مسبقة، ولا يؤدي دوره إلا في خط متجاوز لها، وبالتالي فأن المربي كمجال عمله، ينطلق من مبدإ قدرته على الفعل التنشيئ والمنمي لكافة القدرات، مما يعني أن المربي قد حسم مبدئياً موقفه من ثنائية التعارض التقليدي ما بين وراثة وبيئة، ما بين فطرة واكتساب، ما بين (Nature وNurture ) ؛ بيد أن هذا وإن كان يجنبنا تشاؤمية الحتمية المطلقة في اتجاه، فهو لايؤدي إلى تبني تصور حرية مطلقة في القدرة على الفعل باتجاه آخر، وبالتالي لا يجعل وعي المربي يكتسي طابع سلوكية وطسون Watson الإشراطية : أعطوني أطفالا (عاديين)، فأصنع منهم المحامي والمجرم والطبيب؛ فالوعي التربوي يجافي هذه المطلقية من حيث المبدأ، وذلك لاعتبارات من بينها: ـــ العملية التربوية ليست ألية إشراطية، وما ينبغي أن تكون، فالفعل التربوي لا يهدف إلى ترويض كائن حي، على استجابة آلية أمام مثير، على غرار خلق الانتباه لدى الكلب (أو الدلفين) بمناولته قطعة سكر(أو ماشابه) حسب المربي الفرنسي ألان Alain؛ وهوالذي يستند في رؤيته التربوية إلى أن في الطفل دافعاً طبيعياً، ليجعل من نفسه رجلا أي راشداً Adulte ، مما يجعله ينحو باتجاه ما يحقق ذلك ويستجيب له:L’enfant veut faire l’homme ، كما يقول هذا المربي ؛ بيد أن هذا يجب ألا يعني في شئ أي إخلال بالسلامة التربوية، ذلك " أن هذا الدافع كما يتبين من خلال الدراسات الميدانية، والذي يعبر عنه إجرائياً بالرغبة في التغير أو التطور، Le vouloir être grand يشير إلى تدقيقات وتفصيلات، يمكن إجمالها في أن رغبة الطفل هذه، تتناسب عكساً مع المدى المرتبط بإمكان تحققها، فكلما كان المدى قريباً، كلما كانت هذه الرغبة أقوى، وكلما كان المدى بعيداً كانت أقل (50)؛ ومن ثم بالتاالي ضرورة التدخل التربوي على أسس سليمة. ـــ العملية التربوية تمثل دينامية تفاعلية مع عناصر المجال المدرسي برمته، وليست تأثيراً في اتجاه واحد أو من مصدر واحد؛ ومهما يكن، فالمعلم وإن كان في مركز العملية فهو ليس قطبها التفاعلي الأوحد. ـــ وتبعاً لذلك، فالمتعلم بدوره فاعل في العملية، وليس مجرد عنصر سلبي، وحتى في حالة سلبيته( في التفاعل)، فهو فاعل أيضاً وبقوة في هذه الحال العكسية والمعاكسة؛ وعلى المربي والعملية بالتالي، أن تخلق الآليات الكفيلة بالتكبف مع السلبية التفاعلية للمتعلم. وإذا كانت مرونة الموقف التربوي، لا تتنافي مع مبدإ الإيمان بالقدرة على الفعل، وهو ما يفتح آفاق العمل والتفاؤل لابتكار في التصور والوسائل والتقنيات التربوية؛ فإن معالم الحسم مهما تكن واضحة للمربي (في إطار مرونة خلاقة مبدئية)، فهو لن يغفل عن معطيات علمية راهنة، على مستويات علمية دقيقة غير مسبوقة في مجال الهندسة الوراثية ( الجينية)، لا في حدود الاستنساخ فحسب، بل في مستويات الاتجاه صوب خلق أنماط من الذكاء عن طريق الهندسة الجينية، كما على مستويات ظواهر الذكاء الاصطناعي (الآلي)، في تواترها وتسارع إيقاعها وتقدمها، في جميع المجالات.
| |
|