تُرى أي الشعوب أسعد؟ الشعب الذي تتصارع فيه الفرق المختلفة على سلطة وحكم وسيطرة أم هذا الشعب الذي رأيناه في المدينة المنورة وهو يخرج مطمئنًا راضيًا سعيدًا بالاختيار مع أنهم يمرون بكارثة ضخمة وهي وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي؟ اتباع الشرع يورث في القلب اطمئنانًا إلى جوار الله، وإلى دفاع الله عن المؤمنين، وهذا لا شك يورث في القلب سعادة، اتباع الشرع يزرع في القلب الرضى بما قسم الله، والرضى بما حكم الله، والرضى بما أصاب الله، هذا الرضى ولا شك يورث سعادة، اتباع الشرع يرسخ مشاعر الأخوة والألفة والمودة بين المسلمين، ولا شك أن هذا المجتمع المتحاب في الله مجتمع سعيد، اتباع الشرع يكون سببًا في أن تحل البركة في المال، والبركة في الأرض، والبركة في الجيش، والبركة في الأولاد، والبركة في الأعمال، بركات كثيرة تنهمر على الأمة المتمسكة بكتاب ربها، وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] {الأعراف:96} . لو رأيت انهيارًا في الاقتصاد، وضعفًا في الجيوش، وانحلالًا في الأولاد، وبوارًا في الأرض، واحتقارًا من كل صغير وكبير، ومن كل قليل وكثير، فاعلم أن هذا عقاب [وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] {الأعراف:96}. [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ] {الشُّورى:30}. طريق النجاح، والرفعة، والقوة، والصدارة في الدنيا واضح ومعروف [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا] {نوح:10} . ماذا يحدث لو عدنا لربنا واستغفرناه على ذنوبنا وتمسكنا بشرعنا، فبماذا يكافؤنا؟ هل سيدخلنا الجنة فحسب؟ كلا هناك شيءٌ آخــر، شيء أسرع [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا] {نوح:10: 12}. كل هذا في الدنيا، وفوقه وأعظم منه نعيم الآخرة، فما أكرمه من إله، وما أحكمه من شرع.
atef
المهنة : نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 26/07/2009
موضوع: تابع سلسلة ابوبكر الصديق اتباع الشرع الإثنين أغسطس 24, 2009 2:39 pm
تابع :سلسله دروس من حياة ابوبكر الصديق : رابعا :اتباع الشرع يضمن سعادة الدنيا والاخرة :