الشورى ليست أمرًا جانبيًا في حياة المسلمين، ولما وصف الله عباده المؤمنين في كتابه كان من صفاتهم الرئيسية [وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ] {الشُّورى:38}. ورأينا كيف اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة في اجتماع من اجتماعات الشورى الرائعة، يقارعون الحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان، والدليل بالدليل، فإذا اجتمعوا على رأي، واتفقوا عليه كان هذا الرأي هو رأي الجماعة الذي لا يتبع غيره، ولا يعلن سواه، لا يخرج رجل فيقول لقد اتفقوا على كذا وكذا بينما رأيي كان كذا وكذا، لا يخرج رجل فيقول رأيي كان صوابًا ولم يأخذوا به، أبدًا، المسلمون بعد الشورى لا يحدثون جيوبًا داخلية داخل صفهم، ما سمعنا عن رجل خرج من السقيفة يقول رأيًا مخالفًا لما اتفق عليه المسلمون بعد الشورى، وهذا هو عين الصواب، ويا حبذا لو استفدنا من هذا الدرس من السقيفة. والشورى لا تكون في الأحكام التي جاءت من الله عز وجل، أو من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو فرق هائل بين الديموقراطية والشورى، فرق المرجعية، الديمقراطية كنظام يقوم على احترام آراء الأغلبية، هو نظام طيب ولا شك، ويعتبر من أفضل نظم الحكم في العالم الآن، لكن هناك فارق خطير بينها، وبين الشورى، وهو المرجعية، نحن في شرعنا نرجع دائمًا إلى الكتاب والسنة، والديموقراطية ترجع إلى حكم الشعب فقط، نحن في شرعنا لا يجوز أن يجتمع الشعب على ما يخالف حكم الله ولا حكم رسوله، رأينا في السقيفة أن الأنصار تم استثناؤهم بالكامل من الترشيح بالخلافة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأئمة في قريش) مع أنهم كانوا يملكون من الحجج والأدلة والبراهين ما يكفي للنقاش والجدال، بل الصراع لشهور وسنوات، ولكن إذا كان الله قال، أو إذا كان الرسول قال، فلا مجال إلا الطاعة ولا مكان للشورى في هذا الرأي.
atef
المهنة : نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 26/07/2009
موضوع: تابع سلسلة ابوبكر الصديق الشوري في حياة المسلمين الإثنين أغسطس 24, 2009 2:41 pm
تابع :سلسله دروس من حياة ابوبكر الصديق : ثالثا :الشورى فى حياة المسلمين :