وتتنوع الألعاب عند الأطفال وتختلف الأناشيد حولها ، فهذا ينشد لهرته ، وذاك لكرته ، وآخر لحمامته .. والخ
وها هو طفل يقول في كرته التي أحبها :
كرتي كرتي ما أحلاهـا
ما أحسنها ما أبهاهـا
كرتي تعلو حتى السقف
وأنا أعدو وأخي خلفي
وقد تحفز الألعاب الأطفال للاستعداد للمستقبل ، وتجعلهم يحلمون به ويسعون لتحقيقه ، وها هو أحدهم يقول في طيارته التي صنعها :
طيارتي .. يا ليتني
أصير طياراً غـدا
أحمي سماء موطني
وعنه أطرد العـلا
وكذلك تعمد بعض الأسر ، إلى تأمين ألعاب متنوعة لأطفالها كالطائرات والدبابات والجنود والسيارات وسواها ، لأنها تنمي عندهم روح البطولة والشجاعة منذ الصغر ، وها هي الشاعرة ( هند هارون ) مثلاً ، تصف لنا كيف كان وحيدها عمار يعشق الألعاب فتقول :
كما كان يعشق كل ألوان السلاح
لعبـاً تصـارع فـي الصبـاح
ومعاركاً وهمية تغـزو الريـاح
ومسدسات هادرات في الفضاء
وبوارجـاً حربيـة ومدمـرات
ويتعلق بعض الأطفال بأنواع معينة من الألعاب التي تمثل بعض الحيوانات ، وفي هذا يقول الشاعر ( سعيد جودة السحار ) على لسان طفل يصف جمال هرته نميرة :
هرتي صغيرة
واسمها نميرة
شعرها جميـل
ذيلها طويـل
لعبها يسلـي
وهي لي كظلي
هرتي نميـرة
لعبتي الصغيرة
والآن وبعد هذه الأناشيد الجميلة ، تعالوا نصغ إلى مشاعر الحب والغبطة عند الآباء والأمهات ، وهم يقدمون لنا صوراً شتى لملاعبتهم لأطفالهم داخل المنزل ، أو لشقاوة الأطفال البريئة وعبثهم بأثاث المنزل وتعريضه " للكركبة والفوضى " الأمر الذي يسكت عنه الأهل في أغلب الأحيان ، لأنه نابع من البراءة التي لا يقصد بها الأذية أو التخريب .
وهذا ما تعبر عنه قصيدة " أبوة " للشاعر ( عمر بهاء الأميري ) والتي يقول فيها :
في كل ركـن منهـم أثـر
وبكل زاوية لهـم صخـب
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في علبة الحلوى التي نهبوا
ولا شك أن مثل هذه الذكريات للعب الأطفال ومشاغباتهم ، تتوارد في ذهن كل أب ، بعد أن يكبر أطفاله ، أو يرحلوا عنه لسبب من الأسباب ، وهذا ما حدث للشاعر الكويتي ( عبد الغني أحمد الحداد ) الذي سافر أطفاله وتركوه وحيداً في غاية الصمت الموحشة ، فأنشد قصيدته " الواحة المسافرة " يقول :
غابوا فغاب الأنس وانطفأت أغاريـد حسـان
في وحشة الصمت الكئيب أعيش وانعقد اللسان
رحلوا .. وحين فراقهم .. عبثاً تدارى دمعتان
وكثيراً ما يشارك الكبار لعب الصغار ، ويرون فيهم طفولتهم التي مضت ، وهذا ما تشير إليه الشاعرة اللبنانية ( زهرة المر ) في قصيدتها التي تتحدث فيها عن مشاركتها لحفيدتها – أروى – في اللعب واسترجاع الذكريات حيث تقول :
أحفيدتي ، ولأنت في خلـدي
أحلى وأجمـل قصـة تـروى
جددت فيـك طفولتـي فأنـا
أنت ، ومـا تهوينـه أهـوى
ورجعت ألعب ، بعد أن هجرت
كف المشيـب اللعـب واللهوا
وهكذا تنزل الشاعرة إلى مستوى الأطفال ، وتلاعبهم وتلعب معهم ، وقد نجد في بعض القصائد عند الشعراء ما يدل على أصدق المشاعر الجياشة بين الأب وأبنائه الصغار ، وتحمله لكل ما يقومون به من عبث بمحتويات المنزل ، إلى مداعبتهم لشعره وشاربه ولحيته ، وهذا ما يعبر عنه الشاعر ( فواز حجو ) في قصيدته " فؤادي الوحيد " التي يقول فيها :
تقوم وتقعد فـي خاطـري
وتحبو بعيني حيـث تريـد
وتنتف ما شئت من شاربي
وتلهـو ببيـدر كالحصيـد
فاسمع شدوك حيث ارتحلت
فتحلو بحار وتخضرّ بيـد