قصر الأمل :
قصر الأمل هو : توقع قرب الرحيل , وحلول الأجل في إي لحظة .
ومتى ما استقر في النفس هذا الأمر كان له أعظم الأثر في حملها على الطاعة , وجعلها تبادر الساعات واللحظات في العمل الصالح
فإنه لم يُهلك الناس ويجعلهم يفرطون في الطاعات سواء في المواسم المباركة أو غيرها إلا طول الأمل , فلو قيل لأحدنا : هذا آخر رمضان لك في الحياة , فكيف سيكون حاله ونشاطه ؟؟
مع أننا كلنا على يقين أنه سيكون هذا آخر رمضان لبعضنا \"أطال الله في أعمارنا على طاعته\" .
كم نعرف ممن صام وقام معنا في العام الماضي , والأعوام الماضية , فأصبحوا تحت أطباق الثرى محبوسين ,وبأعمالهم مجزيين
ولذا جاء الأمر في المبادرة والمسابقة للعمل الصالح فقال الله عزّ وجلّ: \"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ\" (الحديد:21)
قال ابن المُبارك: رَكِبْتُ مع محمد بن النَّضْر في سفينة، فقلتُ: بأي شيء أَسْتَخْرِج منه الكلامَ؟ فقلتُ له: ما تقول في الصَّوم في السفر؟ فقال: إنما هي المبادرة يا بن أخي. فجاءني والله بفُتْيا غير فُتْيا إبراهيم والشعبي.
بادرْ إلى التَّوْبِة الخَلْصَاء مُجْتهداً ... والموتُ وَيْحك لم يَمْدًد إليك يَدَا
وأرقبْ من الله وَعْداً لَيْسَ يُخْلِفُه ... لا بُدَّ لله من إنجاز ما وَعَدَا
قال ذو النون : الكيس من بادر بعمله ، وسوف بأمله ، واستعد لأجله .
فهكذا كلما قصر العبد أمله سارع إلى العمل الصالح خصوصاً في الزمان الفاضل كرمضان وغيره .