عناصر التثقيف الصحى 0000000
عناصر التثقيف الصحي
التثقيف الصحي في حقيقته هو عملية اتصال حيث يتم فيه نقل الرسالة ( المعلومات والمعارف الصحية )من المرسل المثقف الصحي إلى المستقبل (المستهدف بالتثقيف الصحي) عن طريق قناة اتصال (وسيلة للتثقيف الصحي). ومن هنا فإن عناصره هي : الرسالة الصحية، المثقف الصحي، المستهدف بالتثقيف ، وسيلة التثقيف الصحيولكي تكون عملية التثقيف الصحي فاعلة ومؤثرة يستلزم أن تحقق هذه العناصر بعض المتطلبات :
-الرسالة الصحية يجب أن تكون المعلومة صحيحة وواضحة ومفهومة وفي مستوى المتلقي ومشوقة وتحقق الهدف المنشود. -المثقف الصحي:
تكون لديه المعرفة (المعلومة)مع القدرة على توصيلها ويكون مقتنعاً ، ومؤمناً بالرسالة التي ينوي إيصالها و لديه مهارات اتصال.
-المستهدف بالتثقيف الصحي يجب تحديد درجة فهمه وثقافته وأن تتوفر فيه الرغبة في التغيير مع التركيز على حاجته الصحية.
-وسائل التثقيف الصحي:
تتنوع وسائل التثقيف الصحي المستخدمة في نشر المعلومات الصحية من وسائل تقليدية نمطية إلى تقنيات عصرية حديثة وكلما كانت وسيلة الاتصال تفاعلية وتخاطب أكثر من حاسة كلما كان تأثيرها أكبر ومن هذه الوسائل :
* وسائل مسموعة يتم نقل المعلومات عن طريق الكلمة المنطوقة مثل : (المقابلات ، الندوات ، المحاضرات ، المؤتمرات ).
* وسائل مقرؤة يتم نقل المعلومات عن طريق العبارة المكتوبة مثل : ( النشرات ، الكتيبات ، الملصقات ، رسائل الجوال، السبورة, النماذج, الصور التوضيحية, العينات, المعارض, الشرائح).
* وسائل مسموعة مرئية: مثل ( تلفاز ، فيديو لأفلام ، أقراص مدمجة ).
لمزيد من معلومات يمكن الرجوع إلى موضوع طرق ووسائل التثقيف الصحي
مستويات التثقيف الصحي:
يمكن تقديم التثقيف الصحي على أربعة مستويات هي:
-التثقيف الصحي للأفراد, وهنا يتم تثقيف الفرد عن الأمور التي تهمه مثل التغذية, طبيعة ومسببات المرض والوقاية منه, النظافة الشخصية والإصحاح البيئي...الخ.
-التثقيف الصحي الأسري, الكثير من السلوك الصحي يغرس في النفوس من خلال الأسرة لذا فإن التثقيف في هذا المستوى مطلب لما له من تأثير إيجابي مستقبلي على أفراد الأسرة ومن ثم المجتمع بأسره.
-التثقيف الصحي للمجموعات تشمل المجموعة أفراداً ذوي خصائص متشابهة والمعرضين أو المصابين ببعض المشاكل الصحية الشائعة المبنية على الجنس أو العمر أو الوظيفة.ويمكن أن يشمل المجتمع مجموعات مختلفة مثل: أطفال المدارس- الأمهات- مجموعة المدخنين وغيرهم، ويجب اختيار الموضوع الذي يهم المجموعة كلها مثلاً: تعليم الحوامل عن الولادة وكيفية رعاية الطفل و تعليم أطفال المدارس عن النظافة الشخصية ومن الأهمية في تثقيف المجموعات هو المشاركة الإيجابية الحية بين المتلقين ويجب اختيار الوسائل حسب مميزات المجموعة لتكون أكثر فعالية.
- التثقيف الصحي المجتمعي ويتم ذلك عن طريق وسائل الإعلام بحيث يصل إلى عدد كبير من المواطنين على اختلاف شرائحهم ومستوياتهم.
تغيير السلوك الصحي
التثقيف الصحي عملية متصلة ومستمرة وتراكمية محصلتها النهائية هو تغيير سلوك الأفراد والمجتمع.
وتغير السلوك يمر بسلسلة من المراحل قبل إتباع السلوك الجديد ويجب على كل من يقوم بالتثقيف الصحي فهم هذه المراحل جيداً لكي يكون مصراً على محاولاته من أجل التغيير وهذه المراحل كالآتي:
أـ مرحلة الوعي: وهي مرحلة الإلمام بالمعلومات والحقائق الصحية
ب- الاهتمام: وهي المرحلة التي يبحث فيها الفرد عن تفاصيل المعلومات ويكون مرحباً بالاستماع أو القراءة أو التعلم عن الموضوع
ج- التقييم: وأثناء هذه المرحلة يزن الفرد الإيجابيات والسلبيات لهذا السلوك ويقوم بتقييم فائدتها له ومثل هذا التقييم هو نشاط ذهني ينتج عنه اتخاذ القرار بمحاولة اتباع السلوك المقترح أو رفضه.
د- المحاولة وهي المرحلة التي يتم فيها تنفيذ القرار عملياً ويحتاج الفرد لمعلومات إضافية ومساعدة أثناء هذه المرحلة للتغلب على المشاكل التي تعترض طريق التطبيق.
هـ- الإتباع: وفي هذه المرحلة يكون الفرد مقتنعاً ويقرر صحة السلوك الجديد واتباعه.
وهذه المراحل ليست أجزاء مستقلة حرفياً عن بعضها حيث تتداخل مع بعضها أثناء تنفيذها ويمكن للأشخاص المختلفين الذين تعرضوا لنفس المعلومات أن يمروا بمراحل مختلفة من عملية الاتباع وهو ما يمكن تشجيعه بالسلوك الجماعي الإيجابي حيث يكون بطيئاً في البداية ويزداد كلما اتبعه عدد أكبر من الأفراد
تقييم برامج التثقيف الصحي:
للتقييم فوائد منها : 1ـ
دراسة ما تم تحقيقه من أهداف.
2ـ التعرف على الطرق والوسائل التي اتبعت في تنفيذ مشروع التثقيف الصحي ومعرفة السلبيات والإيجابيات التي صاحبت التنفيذ و أسباب النجاح والتنفيذ.
3ـ تعديل الخطةإذا احتاج الأمر حتى نصل إلى الأهداف التي نسعى إليها, أو الأهداف إذا وجدناها غير عملية.
4ـ التعرف على العقبات و كيفية التغلب عليها.
التثقيف الصحي عبر الإنترنت
تتنوع وسائل التوعية والتثقيف المستخدمة في نشر المعارف والمعلومات مابين أشكال الاتصال التقليدية والوسائل النمطية إلى التقنيات العصرية والوسائل الحديثة .
ولقد أثبتت نتائج الدراسات في مجال التربية الصحية أن الاعتماد فقط على وسائل التثقيف التقليدية مثل النشرات والكتيبات على أمل أن تقوم بمهمة تغيير السلوك بمفردها محدود الجدوى وذلك لمحدودية انتشارها.
ونظراً لأن لكل عصر وسائله ولغته والتي تنبع مما يتسم به من ثورات علمية ومخترعات تقنية فلقد أطلق على عصرنا هذا عصر التكنولوجيا حيث ربطت التكنولوجيا الحديثة العالم بأدوات اعتبرت الأهم في اتصال الناس بعضهم ببعض ومن أهمها حتى يومنا هذا الشبكة العنكبوتية للمعلومات ( الإنترنت ) .
وحيث أن التوعية الصحية تعتمد على طرق الوسائل الممكنة و سلك الآليات المتاحة واستثمار التقنيات المتوفرة فمن هنا برزت الحاجة إلى اتخاذ وسائل أكثر تطوراً تخرج بالتثقيف الصحي من أسر الأساليب التقليدية إلى أساليب أكثر ملائمة لتوصيل الرسالة التثقيفية ونظرا للتنامي المطرد للشريحة المستفيدة من شبكة المعلومات ومن كافة فئات المجتمع مع ما تتسم به هذه التقنية من قدرة على إعادة صياغة المفاهيم التثقيفية الصحية وبثها بوسائل وطرق أكثر جاذبية وبصورة مثيرة ومشوقة تجعلها أكثر قبولاً لدى المتلقي مع ما فيها من مواكبة للتطورات والتغيرات المتسارعة في هذا المجال
فأمام هذه المبررات كان من الأهمية بمكان الاستفادة من شبكات المعلومات في تعزيز المعرفة الصحية وبالفعل فقد أصبحت شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" ملاذا للكثير من المرضى الذين يعانون من مختلف أنواع الأمراض
فقد أصبح بإمكان المرء أن يتعرف على طبيعية مرضه وكيفية الإصابة به وطرق العلاج والوقاية منه بواسطة زيارة مواقع متخصصة بتلك الأمراض. وبهذا يمكن للإنترنت أن يقدم جميع المعلومات للمريض ويكون مصدراً للتثقيف الصحي
ويثري نحو 82 مليون موقع عن الصحة شبكة الإنترنت بكم هائل من المعلومات والبيانات التي
تغطي تقريبا جميع الأمراض التي قد يتعرض لها البشر وأصبح الزمن الذي يجلس فيه المريض مكتوف اليدين بانتظار أن يبلغه الطبيب بما يعاني منه قد ولّى فلقد.أصبح المريض الآن يلعب دورا فاعلا في مجال الرعاية الصحية ويسلح نفسه بالمعلومات التي يعرضها على طبيبه.
وي دراسة أعدت لهذا الغرض أن 32% من الأوروبيين و53% من الأميركيين يستخدمون الإنترنت للبحث عن المعلومات الطبية.
وبالتالي فإن الإنترنت غيرت شكل العلاقة بين المريض والطبيب. ففي السابق لم يكن هناك توازن في حجم المعلومات المتاحة للمرضى والأطباء. ومع بزوغ فجر الإنترنت أصبح أمام مستخدمي الشبكة فرصة للحصول على هذه المعلومات ليتمكنوا من القيام بدور أكثر فاعلية في رعايته الصحية
طرق ووسائل التثقيف الصحي
لقد تمت ممارسة التثقيف الصحي عبر التاريخ بوسائل مختلفة وطرق متنوعة فليس هناك وسيلة واحدة أو طرق متماثلة يسلكها المثقف الصحي بل تتنوع وتختلف باختلاف الزمان وتغير المكان وتنوع الفئة المستفيدة
واختيار وسيلة التثقيف الملائمة يخضع لعوامل كثيرة ولمتغيرات عديدة ومما يجب أخذه في عين الاعتبار قبل اختيار طرق التثقيف ما يلي :
خصائص الفئة المستهدفة:
المثقف الصحي يتصل بجماعات مختلفة – كبار-صغار-نساء-رجال- أميين – متعلمين فلابد من اختيار الطرق الملائمة لكل من هؤلاء قبل البدء في أي برنامج تثقيفي ولابد من التدرب عليه مسبقاً وكلما كانت وسيلة الاتصال تفاعلية وتخاطب أكثر من حاسة كلما كان تأثيرها أكبر
الثقافة المحلية للفئة المستهدفة:
إن أسلوب حياة الناس في المجتمعات يحدد الطرق التثقيفية التي يتقبلها الناس ويفهمونها ويستجيبون لها . فإذا كان اغلب الناس أميين فلابد من الاعتماد على المخاطبة وليس على الكلمة المكتوبة. وحتى عند المتعلمين فأن اكتساب المعارف المفضل هو الكلمة المسموعة وإذا كان المجتمع يتسم بالتقدم التقني فقد يلجأ إلى البث الفضائي وشبكة المعلومات العنكبوتية.
الموارد المتاحة:
بعض الطرق لا تحتاج لأكثر من المورد البشري مثل القصص والمناقشات واللقاءات , والبعض الآخر يحتاج إلى موارد مالية مثل الملصقات والصحف والمسرح.
الوســــائــل المـــلائمة :
الأفضل اختيار تشكيلة من الطرق الملائمة للتثقيف, فالتنوع والتكرار أمران مهمان والتنوع يجعل التثقيف شيقاً ومسلياً . وأما التكرار فيزيد من قدرة الناس على التذكر .
ومن الضروري أن لا يعتمد المثقف أسلوبا واحداً كالكلام والمحاضرات وإنما يستحسن إضافة عرض الصور وإفساح المجال للحوار والنقاش والسؤال والجواب, واستعمال بعض الأشياء والمعروضات التي تجسم الرسالة المراد تبليغها .
مدى استعداد الناس للتغيير :
إذا كان الناس لديهم القدرة والاستعداد للتغيير فإن الملصقات والمنشورات والبوسترات تكفى ..أما إذا لم يكن لديهم الاستعداد ..فإنه لابد من الاتصال الشخصي والزيارات المنزلية
عدد الفئة المستهدفة: كلما كان عدد كبيراً كسكان المدن عندئذ يتم استخدام وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفاز والمحطات الفضائية حيث تبث من خلالها الرسائل الإعلامية