.
الاختبارات الدراسية (منح ومحن ) توجيهات ووصايا
إن من الأمور السامية التي أقرها معظم الناس في حياتهم الدراسة النظامية , والتي كانت مهيمنة على كافة العقول من حيثيات عدة كالشهادة الرسمية , و العلم المنهجي , وغير ذلك , وقد أُعطيت مسألة تقويم الطالب حجماً من الأهمية فاختلفت القوالب في ذلك , وتباينت المصداقية في النتاج , وكان من أصدقها ثباتاً , وأقربها صحة لتقويم الطالب هي الاختبارات التحريرية , وقد وجدت الاختبارات حرصاً مكثفاً في ذلك من الدارسين والمدرسين , وإن مما زادها حرصاً اعتماد حصيلة الدرجات نهاية العام الدراسي على تقييمها المعطى , ولذا فإني أجدها فرصة أن أدلي مع من قد أدلى في هذا الشأن , ولكن بشكل آخر لأتناول قضايا عدة يستفيد منها المربي , والدارس , والمهتم بهذا الشأن في البيت , والمسجد , والحي , والمدرسة في المحاور التالية :
1. منح الاختبارات
2. محن الاختبارات
3. وصايا عامة في الاختبارات
4. وصايا قبل الاختبار
5. وصايا أثناء الاختبار
6. وصايا بعد الاختبار
ونبدأ مستعينين بالله ,
أولاً : منح الاختبارات:
1. التعرف على الله :
وكون الدارس يغلب على جل وقته الخلوة بنفسه مع الله , ومن ثم فإنه إن جعل من هذه الأوقات فرصة للتمكن من الصف الأول دوماً في المسجد , و التعرض لساعات إجابة الدعاء في اليوم والليلة , ومن ثم وصل ذلك ببر الوالدين , والإحسان إليهما من خلال التواجد الإيجابي في المنزل , والحرص على مجانبة عقوقهم ولو بالإعراض عن المذاكرة إن كان يؤذيهما ذلك .
ونتمنى ألا يكن حظ ذلك في الاختبارات , وفقط فيصبح شأنه ما قال الأول :
صلى المصلي لأمر كان يطلبه --- لما انقضى الأمر لا صلى ولا صام
2. تفعيل النية , واحتساب النصب والتعب .
إن الحصيف من احتسب دراسته وتعلمه , ولو في مراحل التعليم العام طلباً للعلم ورفعاً للجهل دون أي شيء من مطالب الدنيا وزينتها ؛ وذلك حتى يحظى بكل ما يحظى به طالب العلم , ومن ذلك تسهيل طريق له للجنة , ورضا الله عليه , واستغفار المخلوقات له حتى الحيتان في البحر .
3. مزاحمة أهل الباطل
ومن الأمور التي تجعل من الدارس ذو همة , وعزيمة في المذاكرة والطلب , مزاحمة أهل الباطل في أماكنهم , ومناصبهم , وبالتالي فهو يسعى لسد ثغرة من ثغرات المسلمين , وواقعنا يشهد أن أهل الباطل ما كانت لهم هذه الأبواق إلا بأماكنهم , ووجهاتهم .
4. المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .
يظهر على سيما الدارس الجاد المثابرة , والجهد الذي يرتوي من منبع القوة , وهذا جلد المؤمن الذي يعتقده ذو الهمة العالية , وإن وجود الوهن , والعزائم الخائرة هي دليل مطية سوء امتطاها ذلكم الدارس لا تخرج عن عجز طاقته , وضعف عزيمته.
5. حفظ الوقت .
مما يتعلمه الدارس في هذه الأيام . الإدارة الجيدة للوقت , ومحاولة تقديم الأولويات , ومجانبة الفضوليات , ومن ثم يبدأ بإضافة قيم لذاته أولاها أن الساعة لها شأن عظيم , والوقت الفائت لا يعود .
6. ممارسة الحفظ , وبعض مهارات التفكير .
وأثناء المذاكرة والاستذكار فإن الدارس يبداً استفادته من هذا العقل , والذي ركبه الخالق العظيم ليكون قادر على التعلم والتفكر , وكل ما يحتاجه الإنسان , وإن بقاء العقل دون رياضته بشيء من الحفظ , وبعض المهارات الرياضية فإنه يأسن ويبلى , وتضمر فائديته , و تهن عطاءاته , و لذا فإن الفطن من يفرح بمثل هذه الأيام ليمرن عقله , ويزيد من عطائه , و تدفقه .
7. العزلة والانفراد .
من أفضل الممارسات لطالب العلم وجود ساعات خلوة يقضيها في التعلم , والمحاسبة , والتفكر , و لذا يُنصح الدارس بذلك على ألا تكون إلا فيما يرضي الله , و لا تخرج كثيراً عن المضمون الذ ي ذُكر .
8. تذكر اختبار الآخرة .
وهذا يزيد الهمة للدارين لا سيما الأبدية , وحين يعقد ذو اللب المقارنة فإنه يستأنف جهده لطاعة الله , فهو في اختبار الدنيا لا يعلم الأسئلة , ولكن يعلم وقت الامتحان , وهو يرقب فرصة أخرى في حين تعثره في الأولى . بينما الآخرة الأسئلة واضحة , ولكن ساعة الرحيل لا يعلمها لأنه لابد أن يكون مستعداً (فالاستعداد أول ما يُعين على إجابة السؤال), وكذلك فإنها لا توجد فرصة أخرى إن تعثر .
9. زيادة الثقافة والكم المعرفي .
من المنح إزدياد ثقافة الدارس , و تضخم المعلومات لديه أكثر من السابق , وهذا لعمري يريده معظم الناس , ولو تُرك من غير اختبار لما استطاع أن يستوعب ويحفظ مما يستطيعه مع وجود الاختبار .
10. القرب من تحقيق الهدف .
إن مع مرور الاختبارات تلو الاختبارات , تعطي رسائل ضمنية أنك تقترب من الوصول لهدفك , فمع تخطيك لهذه المرحلة فأنت تقترب مرحلة من طموحك السامي , وهدفك النبيل .