atef
المهنة : نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 26/07/2009
| موضوع: كيف نُعامِلُ الآخرين؟ الثلاثاء مايو 18, 2010 6:54 pm | |
| كيف نُعامِلُ الآخرين؟ يُحرِّم اللهُ على الناس التَّكبُّر وَالكَذِبَ والسخريةَ مِن الآخرين، الافتخار بالذَّات. ويأمُرُ الناسَ مِنَ الجانِب الآخر بالأمانةِ والتَّواضُع.ويعيشُ بعضُ الأشخاص تحت تأثيرِ مَن حَولَهُم مِن الناس؛ فإذا كان لهم أصدقاءُ أشرارُ فإنَّهم قد يتأثَّرون بِهِم سَلباً .ولكنَّ الإنسانَ الذي يُؤمِن بالله، ويُدرِكُ أنَّه يراه دائماً، لا ينحرف عن السلوك القويم، مَهْمَا كان ضغطُ الظروف المحيطة. ويُصبِحُ هذا الشخصُ مثالاً جيِّداً لهؤلاء الذين يفتقرون إلى الأمانة ويميلون إلى إحداث الأذى.ويُحِبُّ الله الصابرين الثابتين. ولا يعني مُصطَلَح الصبر في القرآن مُجرَّدَ الصَّبرِ في وجه المحن، ولكنَّه يعني الصبرَ في كُلِّ لحظةٍ مِن لَحَظاتِ عُمُرِ الإنسان .ولا يتغَيَّر ثباتُ الشخصِ المُؤمِنِ حَسْبَ الناس أو الأحداث .وعلى سبيل المثال؛ فإنَّ شخصاً قليلَ الخوف مِنَ الله يُمكِنُ أن يُحسِن إلى شخص آخرَ يَتوقَّعُ مِنه منفعةً، ولكنَّه لا يَثبُتُ على هذا الخُلُقِ الحَمِيدِ دائماً، فإنْ أحسَّ أنَّ مَصَالِحَهُ تتعرَّضُ للخَطَرِ، فيُمكِنُه أنْ يتغيَّر فجأةً .أمَّا الشخصُ المؤمِنُ، فإنَّه يتجنَّبُ السلوكَ السَّيِّءَ بِمُنتهى الحرص، ويتعامل مع الجميع بأدبٍ جَمٍّ وسُلُوكٍ مُمتاز، ويُلزِمُ نفسَه الاستمرار في سلوكه القويم، أيًّا كانت الظروف، وأيًّا كانت تصرُّفاتُ الآخرِين، حتى وإنْ غَضِبَ غضبًا شديدًا فإنَّه يتمكَّن مِن التحكم في نفسه، ومِن إظهار الثبات.ويأمُرُ اللهُ الناسَ في إحدى آيات القرآن بالتنافُس في مجال الصبر، كما يلي:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (سورة آل عمران 200)ويُعتَبَرُ ثباتُ الأنبياء الذي ذَكَرَه الله لنا في القرآن الكريم نموذجاً لنا. وكما تذكُرُ فإنَّ معاناةِ أيُّوبَ عليه السلام استمرَّت وقتًا طويلاً جدًّا، ولكنَّ عبدَ الله "أيوبَ" عليه السلام أظهر صبراً عظيماً، ودعا الله. واستجاب الله له، وعلَّمَه كيف يَخرُج مِمَّا هو فيه مِن بلاء.وأظهر نوحٌ عليه السلام صبراً كبيراً، حين سَخِر منه قومُه بسبب بنائه لِلسَّفينة. وبقي نوحٌ هادئاً، واستمرَّ في إرشادهم. وما سبق يُعتبَر أمثلةً غيرَ عاديَةٍ على الصَّبرِ، ضَرَبَها لنا هؤلاء الناسُ الصالحون. ويُكرِّرُ الله في العديد مِن آياتِه بالقران أنَّه يُحِبُّ عبادَه الصابرين.وعلى عكسِ ذلك فإنَّ الله لا يُحِبُّ المتكبِّرين المتعالِين. وعلى سبيل المثال؛ لو ظنَّ واحدٌ أنَّه أفضلُ مِن أصدقائِه لأنَّه يرتدي ملابسَ أفضلَ مِنهُم، فإنَّ هذا السلوكَ يُغضِبُ الله، لأنَّ اللهَ يأمرُنا بتقيِيم الناسِ وفقَ إيمانِهم، لا مظهرِهم.ولا يَعتبِرُ اللهُ الثروةَ أو الجبروت أو الجمال أو القوَّةَ معاييرَ للتَّفاضُل، فاللهُ يُفاضِلُ بين الناس على أساس التقوى (الخضوع لله ) وعلى أساس حُبِّهم لله وولائِهم لَه، والتزامِهم في العَيْشِ بْقِيَم القرآن، فهذه هي مَعَايِيرُ تَفاضُلِ الناس في عينِ الله. ويذكُرُ لنا اللهُ في القرآنِ قصَّةَ قارون؛ لنتعلَّم منها درساً.كان قارونُ رجلاً شديدَ الثراء، وكان مِن شِدَّةِ ثرائِه أن يحمل مفاتيحَ كُنُوزِه عددٌ مِن الرجال، يتعَبُون مِن حملِها .وتَطلَّعَ الجُهَّالُ مِن حَولِ قارونَ ليكونوا مثلَه، ويملكون كلَّ ما يملِكُه. ولكنَّ قارونَ كان رَجُلاً مُتكبِّراً متفاخِراً لا يُطِيعُ الله. وأنكَرَ قارونُ أنَّ مَصْدَرَ ثروتِه مِنَ الله، فكانت النتيجة إنزالُ اللهِ لِكارثة مُروِّعةٍ به، فاختفى في ليلة واحدة هُوَ وكلُّ مُمْتلَكاتِه .وبعد مُعايَنَةِ هذه الكارِثة أظهر الذين تمنَّوا مكانَهُ فرحَهَم مِن كونِهم ليسوا مثلَه، وأدرك الجميعُ أنَّ ما حدث عقوبةٌ مِن الله.ويذكُرُ القرآنُ قارونَ ليكون عِبرةً كما يلي:(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (سورة القصص 76)(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (سورة القصص 82-79)ويُخبِرُنا القرآن أيضاً أنَّ الغَيبَةَ، والتجسُّسَ على الناس، والتكلُّمَ في أسرارِهم، وظنَّ السوء بالناسِ، مِنَ السلوكِيَّاتِ التي لا يُحِبُّها الله. ويُعتَبَر التجسُّسُ على أخطاء الآخرين، والغيبةُ والسُّخرِية من الآخرين مِن السلوكيات التي يجب على المؤمن الذي يخاف الله أنْ يتجنَّبَها بِمُنتهى الحِرص. ويُحرِّمُ الله الغيبةَ في الآيَة التالية:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) (سورة الحجرات 12)ويظهَرُ من الآية أنَّ الله يُعلِّمنا أنَّ الغيبة عمل مقزِّز؛ مَثَله مثلُ أكل لحم أخيك بعد موته.ويأمرنا الله أن نتصرَّف بطريقة صحيحة أثناء ممارسة حياتنا اليومية، فالحياةُ فرصةٌ يمنحُها الله لنا للسَّير على طريقه (صراطه المستقيم). وتَغِيبُ هذه الحقيقةُ عن أذهان أغلبِ الناس في عصرنا هذا، وبَدَلاً مِن أن يمتثلوا لأوامر الله ويتَّبِعوا إرشاداته، فإنَّهم يبحثون عن الهِدايَةِ عند غيره .أمَّا الإنسانُ المخلِصُ الحكيم، فإنَّه على عكس ذلك دائِماً يُظهِر صفاتِ شخصيةٍ تُرضِي الله. ويُعتبَر الأنبياء هم الناس الذين يجب علينا أن نتَّبِع خطواتهم. والواجِبُ علينا أيضًا أن نمتلك الصفات التي تُرضي الله. وتتضمن تلك الصفات رحمةُ الإنسان، وتسامُحهُ، وتَواضُعهُ، وصبْرُهُ وطاعتُه لله ولرسوله. ولا يحطُّ من نفسه من يمتلك هذه القيمَ النبيلة فيتورَّطُ في الخلافات والنزاعات، بل هُو يسوِّي هذه النزاعات ويُظهِرُ التسامح. وبدلاً مِن التمرد على الوالدين ومَعصِيَتِهما، فإن القرآن يأمُرُنا بطاعة والدينا واحترامهم، ويؤكِّد القرآن أهمية احترام الوالدين، كما يظهر من الآية التالية:(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (سورة الإسراء24-23)وتعتبر طاعة الوالدين وعدم إظهار أصغر علامة إحساس بالضيق منهما بقول "أف" والتزامُ الرحمة معهما ومعاملتُهما دائماً بقلبٍ مُمتلئٍ بالرِّقة صفاتٌ شخصية هامَّة يأمرنا الله بها. وينتج عن التزام هذه الصفات محبَّةُ الله لنا، وجعلهِ إيَّانا سُعداءَ، وغَمْرِ حياتنا اليومية بالسلام.ويمكن للإنسان أن يتمتع بهذه الصفات التي يمتدحُها القرآن حين يحيا بالإسلام. ويصعب على غير المؤمنين أن يلتزموا بمثل هذه القيم النبيلة.ويجب عليك صغيري أن تكون مِثلَ هؤلاء الناس، وتنتبِهَ للآية التي تقول : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (سورة آل عمران 142). ولا تنسَ أبدًا أنَّ الله سَيُحِبُّك أكثر ويمنَحَك المزيد مِن نِعمِه عندما تكون صبوراً، متواضعاً، مضحياً مُؤْثِراً على نفسك، كريماً، وتسلكُ سلوكاً قويماً | |
|
ayda
دعاء : سبحان الله العظيم عدد ما كان وعددماسيكون وعدد الحركات والسكون المهنة : نقاط : 7991 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| |