التوجيه والإرشاد في المنهج الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام منهج شامل للحياة يحقق للناس السعادة والطمأنينة والرضا ويرشدهم إلى الطريق الأمثل لتحقيق الذات والارتقاء بالنفس إلى مدارج الكمال الإنساني ،وقد ذكر مصطلح ( الرشد ) ومشتقاتها في القرآن الكريم في ثمانية عشر موضعا ولا غرور في ذلك فالقرآن الكريم يهدي إلى الرشد ويرشد إلى الهدى ، وقد كان الرسل عليهم الصلاة والسلام هم المرشدون الأوائل الذي نستقي من سيرهم العطرة دور المرشدين في مجتمعاتهم 00
ويمثل الإرشاد جزءا من مهمته في بناء الإنسان السوي 00 بل اعتبر الإرشاد من أفضل الأعمال إلى الله لأنه يحقق نفعا للناس وقضاء لحاجاتهم وحلا لمشكلاتهم 0 قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله 00)
وقد نظر الإسلام إلى الإنسان نظرة إجلال وشمولية لأن الله هو الذي خلقه وكرمة فهو روح تحتاج للإيمان وجسد يحتاج إلى الاستقرار وعقل ووجدان تتفاعل مع بعضها 00
وأي مشكلة يتعرض لها الإنسان يحتاج إلى مساعدة للتخفيف منها أو إزالتها وتعديلها من خلال منطلقات من الشريعة الإسلامية وثوابتها والتي تختلف باختلاف الحالة 00
فالسلوك الإنساني قابل للتعديل والتشكيل والتغيير وكذلك الثبات والتطوير 00 ويمكن أن نستخدم أساليب شتى ولكن في إطار الدين الإسلامي باعتبار أنه هو المعيار الأول وهذه الأساليب قد تشمل الوعظ وتصحيح الأفكار والمفاهيم والاتجاهات والتذكير وملامسة المشاعر الإنسانية ، والثواب والعقاب 00 وبث الأمن والطمأنينة ونعمة الأمن النفسي ومحبة الآخرين لأنها من أهم النعم التي امتن الله بها على عباده 00 قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا 00)
ومن هنا نتأكد أنه لابد للمسترشد أن يكون راغبا في العملية الإرشادية وشاعرا بأهميتها ومساعدته على الالتزام بتعاليم عقيدته وأحكام شريعته وتفهم معنى الأمانة والمسئولية في هذه الحياة فهو المسئول عن حفظ نفسه وماله وعبادته وشبابه ووقته ودينه وعرضه وأولاده ومجاهدة نفسه وترويضها على الخير ومقاومة الشر والآثام ، وتكوين النفس المطمئنة البعيدة عن التوتر والقلق وحل الصراعات وتقوية الإرادة 00
وعلى ذلك يجب أن يكون المرشد في ذاته قدوة صالحة حية لمجموع المسترشدين متمسكا بالأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة كالحلم والإناءة والصدق والإخلاص 00 قادرا على إقامة العلاقات الطيبة القائمة على التقدير والاحترام والأسلوب الحسن مواصلا دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن 00 وبث روح الأخوة الإسلامية مثل احترام الكبير والعطف على الصغير ومساعدة المحتاج واحترام حقوق الآخرين والمحافظة على أسرارهم 00 وغيرها من الأخلاق الفاضلة التي يستوجب غرسها في وجدان الناشئة 0 واحتساب العمل الإرشادي عبادة يبتغي بها الأجر والثواب من الله ولا ننسى في إرشادنا إتباع حبيبنا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة والسلام فقد كان يتعامل مع كافة فئات المجتمع مع تنوع مستوياتهم الثقافية والدينية ومع مختلف الأعمار والأجناس وكان قادرا على التأثير عليهم بالمرونة والسماحة والرعاية أكثر من المخاطبة والنصح المباشر 0 وإتباع أسلوب الترفيه والدعابة والترويح عن النفس والممازحة والملاطفة وذلك حسب الحاجة فحاجة الصغير إليه أكبر من حاجة الكبير والكل يحتاج إلى ذلك ولكن بقدر0
وفي النهاية نسأل الله الكريم بمنه وكرمه أن يوفق جميع القائمين على هذا الدين سواء كانوا معلمين أو مرشدين وجعل الله نفعهم في ميزان حسناتهم 0
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0