كيف تعاقب طفلك بالضرب ؟
إن تربية الطفل والسمو بأخلاقياته إلى أعلى مستوى هو مراد كل الآباء ، ولكن كثيراً من ألآباء قد يفشلون في اتباع الأساليب التربوية ، سواء الفكرية منها أو النفسية ، فإذا لم تجد أي وسيلة مع الطفل ، فهذا يعني أن الطفل بحاجة إلى علاج بالتأديب ، لكي يحس بأن الأمر جاداً لا هزل فيه ، فيذوق ألم التأديب ، فيعرف قيمة الحنان والعاطفة التي تدفقت عليه من والدية قبل التأديب ، ويشعر بضرورة الإنقياد والطاعة ، وحسن الخلق والسية ، ولكن ماهي أسس التأديب وكيف يؤدب الأب ابنه فيحقق حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( لأن يؤدب الأب ابنه خير له من أن يتصدق بصاع )) رواه الترمذي بسند ضعيف ...
لا بد قبل الشروع في هذا أن نعرف المفهوم الفقهي للتأديب حيث يقول الكسائي في بدائع الصنائع : إن الصبي يعزو تأديباً لا عقوبة لأنه من أهل التأديب ، ألا ترى إلى ماروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً )) .. وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة ، لأنها تستدعي الجناية ، وفعل الصبي لا يوصف بكونه جناية التصحيح الفكري للخطأ ...
إن الطفل كأي كائن حي يجهل أكثر مما يعلم ، فإذا علم فعل الصواب سار سيراً محموداً ، لذلك تكون مرحلة تعليمه الصحيحة من الصغر ، أولى الخطوات في تقويمه ، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح البنى الفكرية للطفل ، وكان يتبع في ذلك شتى الأساليب المعينة التي تمتاز بالرفق واللين ، وذلك لتصحيح فكر الطفل .وإليكم بيان ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ( كخ كخ ) : إرم بها ، أما علمت أنا لا نأكل صدقة ))...
ففي هذا الحديث فائدة لطيفة وهي طريقة الزجر بهذه الكلمة ( كخ كخ ) ثم مالبث أن علل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه للطفل سبب عدم الأكل ، وعدم حمله له لتكون قاعدة فكرية عامة في حياته كلها ( أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ) وذلك في صيغة رائعة .. أما علمت ..؟؟! وذلك ليكون وقعها في النفس أقوى تأثيراً . كثيراً ما يطلب من الطفل القيام بأعمال لم يسبق له عملها ، أو شاهد من عملها لذلك يبقى في جهل ، فإذا طلب منه العمل وقع في أخطاء تحتاج إلى تصحيح ، فإذا عوقب على خطئه هذا كان ظلماً وحيفا .
وأن رسول الله عندما يتعرض لمثل هذه المشاهد لا يلبث أن يفهم الطفل بالطريقة العلمية ، فيشمر عن يديه ، ويري الطفل كيف يحسن العمل ، وفي هذا تعليم للوالدين والمربين ، وأي تعليم روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مر بغلام يسلخ جلد شاة ، وما يحسن ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تنح حتى أريك ) ) فإنه أدعى للعلم الصحيح ، والعمل البناء الموجه ، والطريقة السليمة في العملية التربوية