الحديث الثالث : قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) رواه مسلم ، وصية من ذهب ، فالرفق خلق عظيم وكريم وجميل بأن يترفق المسلم في أموره وتعامله مع الآخرين ففي ذلك زينة وجمال وورع ووقار ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله رفيق يحب الرفق ، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وعلى ما سواه )) رواه مسلم ، ومن باب أولى أن يترفق الوالدين بأطفالهم في التعامل والعتاب والعقاب وذلك مدعاة ليكونوا بارين بوالديهم راقين في تعاملهـم وتصرفاتهم مع والديهم ومع الآخرين .
ومهما كانت الأسباب المؤدية إلى العنف فيجب على الوالدين أن يتحلموا ويتجملوا في كل موقف وأن يتحلوا باللباقة والأدب ، وأن يعزلوا أطفالهم تماماً ويبعدوهم عن مشاكلهم الخاصة وهمومهم الحياتية حتى لا يتأثروا بها وتنعكس على سلوكهم وتصرفاتهم ، وأن يعتمدوا منهج الحوار الهادئ في حل المشاكل والتوجيه وتصحيح الأخطاء ، وأن يتغاضوا عن الصغائر و يترفعوا عنها حتى يهيؤا جواً أسرياً معافاً ومستقراً ومناخاً تربوياً ينشأ فيه الطفل نشأة سليمة ً متوازنة .
والعلاقة بين الأطفال ووالديهم هي علاقة رقيقة متبادلة في الرحمة والشفقة والعطف يحتاجها الأطفال في صغرهم والوالدين عند كبرهم فقد قال الله تبارك وتعالى : { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } وهكذا تدور حلقة البر والرحمة بين الوالدين والأولاد .
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ،،،،،