موضوع: أسرار عقيدة الميزان الجمعة أغسطس 28, 2009 4:23 am
أسرار عقيدة الميزان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الميزان شعار العدل، ورمز يرضي من الناس ذوي الفطر السليمة، لذلك يتخذه الناس شعارا للعدل في الأماكن التي يرجى فيها العدل كالمحاكم، وأكثر الناس يرضون به، وهذا الرضا نابع من طبيعة الميزان حيث أن له كفتان ولسان فإذا امتلأت إحداهما مال لسان الميزان تجاهها، وغالب الناس يستسلمون لنتائج أعمالهم طالما كانت معاملتهم بالعدل دون ظلم أو بغي. ولما كانت الفطرة السليمة ترتضي هذه القاعدة، ولما كان دين الله هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها، أخبر عباده انه سيقيم لهم موازين القسط يوم القيامة واخبرهم بأنه لن يظلم أحدا، بل انه قد حرم على نفسه الظلم، واخبرهم أنهم سيحاسبون على ما كسبت أيديهم، وأنها لاتزر وزارة وزر أخرى ، وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى. فبين سبحانه وتعالى في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، بيانا شافيا؛ أنها ستنصب الموازين يوم القيامة وستعرض عليها أعمال العباد، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في الكفة الأخرى، فمن ثقلت كفة حسناته وخفت كفة سيئاته فاز ونجا، ومن خفت كفة حسناته وثقلت كفة سيئاته خاب وخسر وهلك. قال تعالى:عن كمال عدله ودقة محاسبته: ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ))(المدثر:38) ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ))[البقرة:281] (( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))[غافر:17] ((فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))[يس:54] وقال تعالى، مبينا وزن أعمال العباد بالقسط: ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ () وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ((ôالأعراف (8 ، 9 ) ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) الأنبياء( 47 ) ((فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَة )) القارعة (6-11 ) ((فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) )) المؤمنون (102 – 104 ) وجاء عند البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين). ونقل الحافظ في الفتح عن أبي القاسم اللالكائي عن سلمان انه قال : ( يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في احدهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعته) وفي مصنف ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب أنه قال في خطبته : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يوم تعرضون لا يخفي منكم خافية.