:العجب والاغترار بالنفس
وعليك أن تتذكر يا ابن آدم أنك: تنتنك عرقة، وتؤذيك بقة، وتقتلك شرقة، فكيف تتكبر وهذا حالك؟!
يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتـِهِ --- اُنْظُرْ خَلَاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْـــرِيبُ
لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِـمْ --- مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلَا شِيـبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً --- وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الْأَقْذَارِ مَضْـرُوبُ
أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِــكٌ --- وَالْعَيْنُ مُرمَصَةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُــوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا --- أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْــرُوبُ
مرمصة: الرَّمَص: وسخ جامد في العين، فإن سال فهو غَمَص.
والسَّهَكُ ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عَرِقَ، تقول: إنه لَسَهِكُ الريح، وقد سَهِكَ سَهَكاً، وهو سَهِكٌ.
وفي الإحياء عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير أنه رأى المُهَلَّب وهو يتبختر في جبة خز، فقال: يا عبد الله، هذه مشية يبغضها الله ورسوله. فقال له المهلب: أما تعرفني؟ فقال بلي، أعرفك، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرِة. فمضى المهلب وترك مشيته تلك
وأقبح ما يكون الكبر من الفقراء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» [مسلم].
اللهم اصرف عنا سيء الأخلاق ومنكرات الصفات.
اللهم وصل وسلم على نبينا محمد، على آله وصحبه أجمعين.