مخاوف من «زواج جينى» بين أنفلونزا الطيور والخنازير والموسمية يُنجب «فيروساً مدمراً»
اتفق بعض أساتذة علم الفيروسات على أن فيروس «H١N١» أنفلونزا الخنازير، قابل للخلط أو التزاوج مع فيروس أنفلونزا الطيور والأنفلونزا الموسمية العادية، متوقعين للسلالة الجديدة أن تكون أكثر ضراوة، وأكد البعض أن «التاميفلو» لا يقضى على الفيروس كما هو شائع، ولكنه فقط يقلل من انتقال الفيروس إلى الخلايا الأخرى أو من شخص لآخر، ويكون ذلك فى أول «٤٨ ساعة» من ظهور الأعراض.
وقال الدكتور حسين على حسنين، أستاذ ورئيس قسم الفيروسات بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، إن التوقع بحدوث تحور للفيروس وظهور سلالات جديدة مؤكد، خاصة أن مصر أصبحت «مستوطنة» لفيروس أنفلونزا الطيور، وظهرت بها حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير إلى جانب الأنفلونزا الموسمية، ولفت إلى أن هذا الخلط قد يؤدى إلى وجود فيروسات جديدة شديدة الضراوة، مؤكداً أن المشكلة الحقيقية هى أن مصر تخلو من المعامل المجهزة لأبحاث الفيروسات وهو ما يسبب ضعفاً فى السيطرة على انتشار هذا الفيروس من خلال الأبحاث والدراسات واكتفائها فقط باستقبال معلومات من الخارج.
وأضاف: المعامل الوحيدة الموجودة بمصر التى تقوم بعمل هذه الأبحاث على الفيروسات هى وحدة معامل «نمرو٣»، التابعة للبحرية الأمريكية، بينما المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة يتوقف دورها على التشخيص، أما إجراء الأبحاث واكتشاف النتائج المهمة التى تقينا من فكرة التوقعات العشوائية للأحداث المستقبلية للفيروس فهى غير موجودة.
وذكر حسنين أن كلية الطب البيطرى فى طريقها لإنشاء مبنى خاص للفيروسات.
وتوقع الدكتور حسام الرفاعى، أستاذ الميكروبيولوجى والمناعة بمعهد التناسليات، ظهور ٢٥٦ سلالة جديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير على المستوى النظرى لأن الحامض النووى للفيروس لديه قابلية للتجدد وتغيير السلالة، ولفت إلى أن إنتاج لقاح للفيروس الحالى بلا جدوى لأنه يتغير كل فترة.
ولفت إلى أن التخوف الحقيقى لفيروس أنفلونزا الخنازير مرتبط بفصل الشتاء إذ من المحتمل حدوث تزاوج بين الفيروسات لظهور سلالة جديدة سريعة الانتشار مثل أنفلونزا الخنازير.
وطالب الرفاعى بإنشاء مجلس أعلى لمكافحة الفيروسات والأوبئة لخطورة الموقف، خاصة أن هناك سلالات جديدة للفيروس أظهرت مقاومة للتاميفلو، وهو ما يؤكد أهمية إنشاء أجهزة متخصصة لمقاومة هذه الفيروسات.
ويرى الدكتور أحمد السنوسى، وكيل كلية الطب البيطرى للدراسات العليا والبحوث، أستاذ الفيروسات بجامعة القاهرة، أن الخطر الأكبر يتمثل فى عدم القضاء على الخنازير نهائياً، فبالرغم من حملة الإعدام التى نفذتها الحكومة «نظريا».
فالحقيقة العملية تؤكد أن عدداً كبيراً من الخنازير هرب بالفعل إلى أماكن نائية ـ على حد قوله ـ وتابع: «هنا تنشأ الكارثة لأن الخنزير بطبيعته حيوان يستقبل الفيروسات بمناعة ضعيفة، فمن الممكن أن ينشأ بداخله تزاوج بين فيروسات أنفلونزا الطيور والخنازير والأنفلونزا البشرية أيضاً لينتج فيروساً جديداً مدمراً ينتقل إلى البشر بشكل سريع».