ا[size=21]لجودةوالاعتماد التربوي
بدأت عجلة تشغيل المعايير القياسية للجودة والاعتماد تدور بشوق وحافزية غير عادية لدي المشتغلين بالتعليم مشاركة منهم في ارهاصات النهضة التي تتوق إليها مصرنا الحبيبة والعالم العربي أجمع, وجاء المؤتمر الدولي الأول الذي عقد منذ أسابيع استجابة لحركة ضمان جودة التعليم والاعتماد مشاركة ايجابية مع العالم من حولنا في بناء مفاعلات علمية وفكرية لتعجيل الحداثة والتقدم, ويمكن لنا أن نفترض مصفوفة تتنقل بينها المعايير القياسية للجودة والاعتماد وترتكز علي المقومات التالية:
الأول: هو الاجابة عن سؤال من نحن؟ وهو مايعرف في أدبيات الإدارة بالرؤية أي التعريف بالجماعة أو المنظمة أو الدولة التي تطبق هذه المعايير العلمية الجديدة وذلك بغرض فك الاشتباك بين الخصوصية القومية والعالمية الكوكبية, وسوف يتمخض عن الاجابة عن هذا السؤال فرضية مؤداها أن شباب العصر متعطشون لحاجات معرفية بحكم ثلاث صفات تتلبسهم صفة كل منهم كإنسان وكمواطن, ثم كمنتج, وهنا يلزم ان نزود الطالب بالمعرفة المتعلقة بالكون والحياة والتطور والتاريخ والحضارة الانسانية والثقافات المتعددة للسلالات والأديان والعقائد وحقوق الانسان.
أما المقوم الثاني: فهو يتعلق بالأهداف التي ننفذها ـ وهو ما يعرف في أدبيات الإدارة ـ بالرسالة استلهاما لمعاني القداسة والتضحية, ولا ريب ان الجامعات المصرية والعربية بل والعالمية تحدد رسالتنا في اعداد الكوادر العلمية والعملية المتخصصة, ثم المشاركة في التنوير العام بالبيئة والمجتمع,
وإذا جئنا الي المقوم الثالث أو السؤال الثالث وهو: ما هي مهمتنا؟ فسوف نجد الاجابة في الاستراتيجية الشاملة التي تشمل الأهداف القومية الكبري التي تعني: الأمن, التنمية, العدالة الاجتماعية, الاستقرار والسلام كل ذلك في بيئة تموج بالقلاقل والتقلبات, الأمر الذي يجعلنا نحصر مواردنا ونحدد التوقيت الزمني والآليات والبدائل المستخدمة.
أما المقوم الرابع لبرنامج ضمان مقاييس الجودة والاعتماد فهو الثقافة الحية المتفاعلة للمنظمة والتي تضم منظومة القيم العليا التي تعتنقها جموع العاملين بالمؤسسة مثل: الإتقان, المصداقية, الأمانة, المشاركة, الابداع والابتكار, الأداء المتميز, الثقة, الرضا, التواصل, والتوجه المستقبلي.
إن إنشاء نظام قومي لضمان الجودة والاعتماد في التعليم هو تفكير استراتيجي للتفوق والمنافسة, حيث انه يستدعي إعادة النظر في فلسفة التعليم حيث يأخذ في الاعتبار المعايير القياسية مثل: أعداد الطلاب ونسبة أعضاء هيئة التدريس لهم, متوسط المساحات المخصصة لكل طالب وحالة المكتبات والمعامل والوسائل السمعية والبصرية والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والخدمات الصحية والترويحية وخدمة البيئة ودرجة المشاركة المجتمعية والزيارات الميدانية والجوائز العالمية وإنشاء مدارس جديدة وتطوير المقررات وغيرها من صور التوسع الأفقي( الاتاحة) والتوسع الرأسي( الجودة).
علي هذا النحو سوف يظفر الطلاب بثلاث ثمرات من خلال عملية تطوير التعليم: المعرفة الحديثة, والمهارات العصرية, وتحسين التوجهات السلوكية التي تشمل التدريب التفاعلي وتنمية القدرات والتعلم الذاتي والتطوير المستمر الذي يضمن لتعليمنا مكانة لائقة بين تعليم العالم
وفقنا الله في خدمة وطننا الغالي[/size]