دعاء : سبحان الله العظيم عدد ما كان وعددماسيكون وعدد الحركات والسكون المهنة : نقاط : 7991 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
موضوع: تابع : تاريخ الاسلام فى مصر الجمعة أغسطس 07, 2009 4:15 pm
مصر في عهد الإخشيديين تميز عهد الإخشيديين بظهور عدد من أعلام الفقه من أبناء مصر الذين كان لهم نشاط ملحوظ، وكان الفقه من العلوم التي أخذت حيزًا من الاهتمام، وكان على رأس الفقهاء المالكية في هذا العهد هارون بن محمد بن هارون الأسواني المتوفَّى (327هـ/ 939م)، وعلي بن عبد الله بن أبي مصر الإسكندراني المتوفى سنة (330هـ/ 942م)، ومن فقهاء الشافعية يأتي في مقدمتهم أبو بكر محمد بن جعفر الكناني المصري المعروف بابن الحداد المتوفى سنة (345هـ/ 956م)، فقد تولى القضاء والتدريس في مصر، وقال عنه ابن خلكان: "كان متصرفًا في علوم القرآن الكريم، والفقه، والحديث، والشعر، وأيام العرب، والنحو، واللغة وغير ذلك، ولم يكن في زمانه مثله، وكان محببًا إلى العام والخاص.... وكذا اهتم الإخشيديون بإنعاش الأحوال الاقتصادية في مصر، وأولوا عنايتهم إلى الزراعة والصناعة والتجارة، فالزراعة كانت الحرفة الأساسية لمعظم السكان، وتمثل المورد الأساسي لمدخول الدولة، وقد بذل كافور الإخشيدي جهودًا مكثفة في تنمية الزراعة، حتى زاد خراج مصر على أربعة ملايين دينار كل سنة، فبلغ خراج الفيوم وحدها سنة (356هـ/ 976م) أكثر من 620 ألف دينار.
مصر في عهد صلاح الدين وقد تبوأت مصر في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي مكانة عالية، ففي الوقت الذي كان الأيوبيون يجاهدون فيه الصليبيين في بلاد الشام ومصر، عملوا على استتباب الأمن في مصر، وتوفير الرخاء الاقتصادي لها، وهو ما ظهر على الفلاحين؛ فقد انعدمت ثوراتهم طيلة العصر الأيوبي كله. ترك صلاح الدين الأيوبي بصمة واضحة المعالم في التاريخ الإسلامي كله، فبلغت مصر بنصر حطين عام (583هـ/ 1187م) ذروة سامقة مهيبة في المجال الحربي والعسكري؛ إذ أُنشِئ "ديوان الجيش" وهو بمنزلة وزارة الدفاع في الوقت الحاضر، ولا بد لمن يتولى رئاسته أن يكون مسلمًا، وله الرتبة الجليلة والمكانة الرفيعة، وله اختصاصات واسعة؛ فهو مسئول عن معرفة أحوال الجند وما يتعلق بهم. وساد في عصر صلاح الدين أيضًا نظام الإقطاع الحربي، ويُقصد به توزيع الأراضي على كبار أمراء الدولة وأمراء الأجناد بدل منحهم الرواتب والأعطية النقدية، مقابل تأديتهم خدمات حربية، وتقديم عدد من الجند إلى الجيش السلطاني زمن الحرب كاملي العُدَّة والعدد. وبالرغم من الظروف التي جعلت الدولة الأيوبية في مصر دولة حربية؛ لجهادها الطويل مع الصليبيين، لكن التجارة نشطت نشاطًا ملحوظًا في عهد صلاح الدين الأيوبي، حيث أقيمت العلاقات التجارية الدولية بين مصر والجمهوريات الإيطالية: بيزا والبندقية وجنوة، فكان التجار الإيطاليون يفدون على ثغري دمياط والإسكندرية للحصول على سلع الشرق.
مصر المملوكية حاضرة العالم الإسلامي كما أضحت مصر في عهد دولة المماليك حاضرة العالم الإسلامي، فبعد هزيمة المغول عام 658هـ/ 1260م على يد سيف الدين قطز، أصبحت مصر قبلة الأنظار ودرة مدن الشرق، وقُدِّر لحضارتها أن تصل إلى المغول، إلى دولة المغول المعروفة باسم القبيلة الذهبية عند بحر قزوين جنوبي روسيا، وإلى إمبراطورية الإيلخانات نفسها بصورة واضحة ملموسة. استطاع ركن الدين بيبرس أن يجعل مصر قاعدة للخلافة الإسلامية، باستقدامه أحد أبناء البيت العباسي من دمشق، ومبايعته بالخلافة، وهو أبو القاسم أحمد الذي لُقِّب بالمستنصر، لكن المقريزي وصف وضع الخليفة في القاهرة بأن خلافته "ليس فيها أمر ولا نهي، وحَسْبُه أن يُقال له: أمير المؤمنين"، لكن مصر "حين صارت دار خلافة عظم أمرها، وكثُرت شعائر الإسلام فيها، وعلت فيها السنة، وعَفَت منها البدعة، وصارت محل سكن العلماء، ومحط رجال الفُضلاء". لم يتوقف السلاطين المماليك عند الانتصار المشهود في عين جالوت، فسار ركن الدين بيبرس في تتبع الصليبيين في الشام حتى سقطت بعض مدنها مثل قيسارية وحيفا وصفد في عامي (663- 664هـ/ 1265- 1266م)، وكان سقوط مدينة أنطاكية عام 666هـ/ 1268م بمنزلة كارثة حقيقية ألمت بالصليبيين منذ سقوط بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي عام 583هـ/ 1187م. وقد وصف العلامة المغربي عبد الرحمن بن خلدون مصر في عهد المماليك الجراكسة حين قدم إلى مصر في عام 784هـ/ 1382م قائلاً: "فانتقلتُ إلى القاهرة أول ذي القعدة، فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسيّ الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانق والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب بين علمائه، وقد مثَلَ بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسبقهم النهل والعلل سيحه، ويجبى إليهم ثمرات شجه....ثم أضاف قائلاً: "ونحن لهذا العهد (المماليك الجراكسة) نرى أن العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة من بلاد مصر، لما أن عمرانها مستبحر، وحضارتها مستحكمة منذ آلاف السنين، فاستحكمت فيها الصنائع وتفنَّنت، ومن جملتها تعليم العلم... عَظُمَت أحوال مصر الاقتصادية على عهد سلاطينها المماليك، فاهتموا بالزراعة باعتبارها مصدر الثروة الأول الذي عاش عليه المصريون منذ قديم الأزل، وفي عهدهم قُسمت الأراضي الزراعية إلى أربعة وعشرين قيراطًا، اختصَّ السلطان بأربعة قراريط للكلف والرواتب وغيرها، وخصص عشرة قراريط للأمراء، أما العشرة الباقية فكانت من نصيب الأجناد. وقد ارتقت الصناعة في عهدهم وأصبحت على درجة كبيرة من الجودة والإتقان، ومن أهم الصناعات في العصر المملوكي صناعة المنسوجات من الحرير والصوف والكتان والقطن. لم يألُ سلاطين المماليك جهدًا في تشجيع تجارة البحر الأحمر، فرحبوا بتجار الشرق المترددين على موانئ مصر المطلة على البحر الأحمر، وخاصة ميناء عيذاب التي وصفها الرَّحّالة ابن جبير بأنها: "أحفل مراسي الدنيا؛ بسبب أن مراكب الهند واليمن تحط فيها وتقلع منها، زائدًا إلى مراكب الحجّاج الصادرة والواردة...
atef
المهنة : نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 26/07/2009
موضوع: تابع: تاريخ الاسلام فى مصر 00000رد 000 الإثنين أغسطس 31, 2009 1:38 am