التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله 2 لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز( رحمه الله )
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
mr Happy
نقاط : 2703 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
موضوع: التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله 2 لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز( رحمه الله ) الأربعاء يوليو 22, 2009 3:22 pm
قال تعالى: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة. وأن يستعففن خير لهن. والله سميع عليم ) (1) يخبر سبحانه أن القواعد من النساء. وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحاً. لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوهن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها. وأن عليها جناحاً في ذلك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة النور، الآية60. ولو كانت عجوزاً، لأن كل ساقطة لها لاقطة، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزاً. فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لا شك أن إثمها أعظم، والجناح عليها أشد والفتنة بها أكبر.
وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح، وما ذلك ــ والله أعلم ــ إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمل والتبرج بالزينة طمعاً في الأزواج، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة، ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد على الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن وإذا لم يتبرجن فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز، وأنه خير لهن من وضع الثياب. فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار للزينة خيراً للشباب من باب أولى، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة:
وقال تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن. ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن، أو آبائهن. أو آباء بعولتهن أو إخوانهن. أو بني إخوانهن، أو بني أخواتهن . أو نسائهن، أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال، أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، وتوبوا إلى الله جميعاً أيهَ المؤمنون لعلكم تفلحون ) (1) أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج. وما ذلك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك ولهذا قال سبحانه: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة النور، الآيتان 30ــ 31. ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكى لهم. إن الله خبير بما يصنعون ) فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب الغضب والعذاب في الدنيا والآخرة. نسأل الله العافية من ذلك. وأخبر عز وجل أنه خبير بما يصنعه الناس. وأنه لا يخفى عليه خافية، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه، والإعراض عما شرع الله له، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها. كما قال تعالى: ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) (1). وقال تعالى: ( وما تكون في شأن، وما تتلوا منه من قرآن . ولا تعملون من عمل. إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ) (2) فالواجب على العبد أن يحذر به، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه، ثم قال سبحانه: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة غافر، الآية19. (2) سورة يونس، الآية61. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن ) فأمر المؤمنات بغض البصر، وحفظ الفرج، كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة، وتحريضاً لهن على أسباب العفة والسلامة، ثم قال سبحانه: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما ظهر منها ) يعني بذلك ما ظهر من اللباس، فإن ذلك معفو عنه، ومراده بذلك رضي الله عنه الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة. وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسَّرَ ( ما ظهر منها ) بالوجه والكفين فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك، ما رواه علي بن أبي طلحة عنه أنه قال: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ويبدين عيناً واحدة. وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه . ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من االفساد والفتنة. وقد تقدم قوله تعالى: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب). ولم يستثن شيئاً، وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها، والحكم فيها عام في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وتحرم وضعهن الثياب إلا بشرطين، أحدهما: كونهن لا يرجون النكاح، والثاني عدم التبرج بالزينة، وسبق الكلام على ذلك. وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة. ويدل على ذلك أيضاً ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقال: إنه كان يعرفها قبل الحجاب: فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش. ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم(1) أنه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فيما رواه أحمد والشيخان. قال: (( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا أن يكون الشيطان ثالثهما )) (1) وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجاً أو ذا محرم )) رواه مسلم في صحيحة(2). فاتقوا الله أيها المسلمون. وخذوا على أيدي نسائكم، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رواه الترمذي بسند صحيح. (2)عن جابر رضي الله عنه. من النصارى ومن تشبه بهم واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه، عافانا الله وإياكم من شر ذلك.
Why not
نقاط : 1824 تاريخ التسجيل : 08/06/2009
موضوع: رد: التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله 2 لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز( رحمه الله ) الإثنين أغسطس 31, 2009 8:10 pm
التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله 2 لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز( رحمه الله )