صور وعبر لفضيلة الشيخ على عبدالخالق القرنى ...متجددة 3
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
mr Happy
نقاط : 2703 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
موضوع: صور وعبر لفضيلة الشيخ على عبدالخالق القرنى ...متجددة 3 الإثنين يوليو 20, 2009 1:03 pm
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحَزَنَ إذا شئت سهلا. صورة أخرى: كان- رضي الله عنه- عظيم التواضع للخلق والحق، وكل الصور تدل على ذلك. رفعه الله بتواضعه درجات في الجنة. فعن [الفضل بن عميرة] أن [الأحنف بن قيس] قدم على عمر في وفد من العراق في يومٍ صائفٍ شديد الحر وهو محتجز بعباءة، يهنأ بعيرًا من إبل الصدقة، فقال: يا أحنف ضع ثيابك، وهلم فَأَعِنْ أمير المؤمنين على هذا البعير؛ فإنه من إبل الصدقة، فيه حق لليتيم والمسكين والأرملة، فقال رجل من القوم: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين، هلا أمرت عبدًا من عبيد الصدقة يكفيك هذا، قال عمر: ثكلتك أمك، وأُيُ عبدٍ هو أعبد مني ومن الأحنف. إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد المسلمين، يجب عليه ما يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة، فيا لله! ورب عمر إن مشهدًا كهذا خير من الدنيا وما فيها. يقول [عبد الله بن عمر بن حفص]: إن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- كان يحمل القِرْبَة على عنقه، فيقال له في ذلك. فيقول: إن نفسي أعجبتني فأردتُ أن أذلها. بل إنه لربما أخذ بيد الصبي يلقاه، فيقول: له ادْعُ لي؛ فإنك لم تذنب قط. بل إن [ابن عباس] –رضي الله عنه- دخل عليه يوم طُعِنَ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وقاتلت مع رسول الله حين خذله الناس، وتوفيَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك رجلان. فقال عمر: أعد، أعد. فأعاد. فقال عمر: المغرور مَنْ غُرَّ. ولو أن لي ما على ظهرها من بيضاءَ وصفراءَ لافتديتُ به من هَوْلِ المطلع، وددتُ أني أنجو كَفافًا لا أجر لي ولا وزر. (تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وكان متواضعًا للحق يقبله في السر والعلن، لقد كان بينه وبين رجل كلام في شيءٍ – كما أورد [ابن الجوزي] في تاريخه – فقال له الرجل: اتق الله يا أمير المؤمنين. فقال له رجل من القوم: أتقول لأمير المؤمنين اتق الله؟! فقال له عمر على الفور: دعه، فليقلها لي، نِعْمَ ما قال. لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نقبلها منكم. يا ليت هذه الكلمة تكون عنوانا ولجامًا يلجم به نفسه كل من ولي من أمر المسلمين شيئًا صَغُر أو كَبُر إذًا لصلح الحال، وتغيرت الحال، وكسدت سوق النفاق. ولكن أشد عيوبنا أنَّا إذا ما نُصِحْنَا خَدَّرتْنَا الكبرياء. كان خوفه من الله عظيمًا بل ما قاده وحاده لتلك الأعمال المُشْرِقَة الخالدة إلا خوفه من الله – عز وجل – كان يمر بالآية فيغلبه البكاء وهو يصلي بالناس، حتى يقول ابنه عبد الله: إني لأسمع حنينه من وراء ثلاثة صفوف، وإنَّه لينشج حتى أقول: اختلفت أضلاعه. بل ذُكِر أنَّه خرج يعس ليلة من الليالي فمر بدار رجل من الأنصار، فوافقه قائمًا يصلي، يوم كانت دور المسلمين تعمر بالقرآن لها دوي كدوي النحل، وقف يستمع لقراءته فقرأ (وَالطُّورِ*وَكِتَابٍ مسْطُورٍ) حتى بلغ (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ*مَا لَهُ مِن دَافِعٍ) فقال عمر: قسم حق ورب الكعبة، ثم نزل عن حماره، واستند إلى حائط فمكث مليًا به ما به، ثم رجع إلى منزله فعاده الناس، لا يدرون ما مرضه؟ هذه حاله مع آية من آيات القرآن. فما حالنا مع كتاب الله ؟ عُمْيٌ عن الذكر والآيات تَنْدُبُنَا *** لو كلَّم الذِّكْر جُلْمُودًا لأبكاهُ كان شديد المحاسبة لنفسه، يقول أنس: خرجت مع عمر فدخل حائطًا، فسمعته يقول وبيني وبينه جدار: عمر أمير المؤمنين بخٍ بخٍ والله لتتقين الله أو ليعذبنك الله ، فهلا خلا أحدٌ منَّا بنفسه يعاتبها ويحاسبها، علها أن تذكر الله فتسبل دمعة يستحق بها أن يكون ممن يستظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله، نشكو إلى الله قسوة قلوبنا وغفلتنا، ونسأله بعزته وقدرته أن يلين قلوبنا فيه حتى تكون ألين من الزبَد. هو ولي ذلك والقادر عليه.
Why not
نقاط : 1824 تاريخ التسجيل : 08/06/2009
موضوع: رد: صور وعبر لفضيلة الشيخ على عبدالخالق القرنى ...متجددة 3 الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 12:34 am
صور وعبر لفضيلة الشيخ على عبدالخالق القرنى ...متجددة 3