القانون الدولى الانسانى ودوره فى التعليم الاساسى

نقاط : 1728 تاريخ التسجيل : 30/06/2009

·تعليم الأطفال و الشباب المحتجزين
"تُمنح للمعتقلين جميع التسهيلات الممكنة لمواصلة دراستهم أو عمل دراسات جديدة. و يُكفلُ تعليم الأطفال و الشباب, و يجوز لهم الانتظام بالمدارس, سواء داخل أماكن الاعتقال أو خارجها" ( ).
· تعليم الأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية
"يجب توفير الرعاية و المعونة للأطفال بقدر ما يحتاجون إليه, و بصفة خاصة: (أ) يجب أن يتلقي هؤلاء الأطفال التعليم, بما في ذلك التربية الدينية و الخلقية وفقا لرغبات آبائهم أو أولياء أمورهم في حالة عدم وجود آباء لهم" ( ).
من الواضح إذن أن القانون الدولي الإنساني يمكن أن يُسهٍمَ في تعزيز الإطار القانوني لحماية التعليم في أوضاع الطوارئ. و من الأمور الواعدة في هذا الصدد أن دراسة تقييم الموضوعات التي كانت أساساً للمناقشات في الجلسة الاستراتيجية الُمخصصة للتعليم أثناء أوضاع الطوارئ خلال الاجتماع الأخير للمنتدى العالمي للتعليم (داكار, 2000) قد أشارت صراحةً إلى القانون الدولي الإنساني. و كان من التوصيات الرئيسية التي طرحتها هذه الدراسة"ضرورة بذل جهود أكثر تنسيقاً لربط موضوعات حقوق الإنسان و القانون الإنساني بحماية حقوق الأطفال و المراهقين أثناء أوضاع الطوارئ"( ). كما أكدت الدراسة "الحاجة إلى إعداد بيانٍ واضحٍ و مُتكاملٍ بالحماية التي يجب أن تتمتع بها المدارس بمقتضى القانون الدولي الإنساني, و بما يترتب على اتفاقية حقوق الطفل من نتائج بالنسبة لتعليم الأطفال و المراهقين"( ).
الإسهام في المحتوي الجوهري للتعليم الأساسي
و القانون الإنساني , فضلا عن تعزيزه للأحكام القانونية الرامية لضمان الحصول على التعليم في أوضاع النزاع المسلح, له دور يؤديه في تحديد محتوي التعليم الأساسي. فمن المؤكد أن القانون الإنساني يمكن أن يُسهم إسهاما فريدا في المعارف و المهارات و المواقف التي تُشكلُ المحتوي التعليمي الضروري للتعليم الأساسي. وقد عرَّف المؤتمر العالمي للتعليم للجميع, الذي انعقد عام 1990, التعليم الأساسي بأنه تعليمُ يشمل في آنٍ معاً "أدوات التعليم الضرورية (مثل معرفة القراءة و الكتابة, و التعبير الشفاهي, و الإلمام بمبادئ الرياضيات و حل المسائل). و المحتوي التعليمي الأساسي (مثل المعارف و المهارات والقيم و المواقف) الذي يحتاجه البشر ليكونوا قادرين على البقاء و لتنمية كامل قدراتهم بما يؤهلهم للعيش و العمل بكرامة, و المشاركة الكاملة في التنمية, و تحسين نوعية حياتهم, و اتخاذ قراراتهم عن تبصُّر, و الاستمرار في التعليم" ( ). وحين نتجاوز نطاق "أدوات التَّعلُّم الضرورية" أو القدرات الأساسية مثل معرفة القراءة و الكتابة و مبادئ الرياضيات, و كذلك جوانب التعليم الأساسي المتعلقة بمواقف محددة, سنجد أن القانون الإنساني يمكن أن يساعد على توفير العناصر الحاسمة التي تشكل النواة المشتركة للتعليم الأساسي. فمن خلال سلسلة من الاستكشافات الأخلاقية المتعلقة بالتجربة الإنسانية المشتركة أثناء النزاع المسلح, يمكن أن يُسهمَ تعلُم القانون الإنساني إسهاما مهما في تحقيق تَغيُّر إيجابي في المواقف عن طريق غرس أفكارٍ مثل احترام الحياة و الكرامة الإنسانية, و المسؤولية المدنية, و التضامن.