دعاء : سبحان الله العظيم عدد ما كان وعددماسيكون وعدد الحركات والسكون المهنة : نقاط : 7991 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
موضوع: وبكي الفاروق الجمعة يوليو 31, 2009 5:23 pm
و بكى الفاروق
.style1 { text-align: center; }
[size=25][SIZE=7][b]كان الفرح يغمر الابطال الذين عادوا منتصرين بعد أن طال الغياب عن الاهل و الأحباب كانوا أسودا كاسرة في ساحة الجهاد ففتحوا البلاد و رفعوا راية الإسلام على بقاع جديدة من أرض الله عادوا فرحين بنصر الله و لبسوا أجمل الثياب .[size=29] أسرعوا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقد اعتادوا أن يستقبلهم بعد عودتهم يفرح بلقائهم و يبالغ في إكرامهم و لكنهم فوجئوا هذه المرة أنه لم يهتم بهم بل أدار وجهه عنهم فبعد أن رد السلام أمسك عن الكلام فظهرت الدهشة على وجوههم .
أرادوا أن يعرفوا السبب كي يبطل العجب فأسرعوا إلي عبدالله بن عمر و قالوا له لقد أدار أمير المؤمنين وجهه عنا و لم يهتم بأحد منا فما سبب هذا الجفاء بعد ما قدمناه من تضحية و فداء ؟
كان لابد لعبدالله بن عمر الذي نشأ في بيت عمر أن يقرأ أفكار أبيه فهو يعلم جيدا أنه ماض في درب الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ولم يتزحزح عنه قيد أنملة
نظر عبدالله إلى ثيابهم الفاخرة التي عادوا بها من بلاد فارس و قال لهم إن أمير المؤمنين رأى عليكم لباسا لم يلبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا الخليفة أبو بكر الصديق من بعده .
عرف الأبطال المجاهدون السبب فلم يجادلوا و لكنهم تحلوا بالأدب النبوي الشريف فأسرعوا الى ديارهم و بدلوا ثيابهم ثم عادوا إلى أمير المؤمنين بثيابهم التي اعتاد أن يراهم بها فلما رآهم فرح بقدومهم و أحسن استقبالهم و نهض يسلم عليهم و يعانقهم رجلا رجلا و كأنه لم يرهم من قبل فهو يرى أن إيمانهم و جهادهم هو أبهى الحلل و أجمل الزينات.
قدموا لأمير المؤمنين الغنائم التي عادوا بها من أرض الجهاد فقسمها بينهم كان في تلك الغنائم سلال من خبيص و الخبيص هو طعام حلو مصنوع من التمر والسمن مد أمير المؤمنين يده و ذاق ذلك الطعام فوجده لذيذ الطعم طيب الرائحة فقال لمن حوله واصفا لذة طعمه و الله يا معشر المهاجرين الأنصار سوف يقتل الابن أباه و الأخ أخاه على هذا الطعام أمرهم أن يحملوه إلى أبناء الشهداء من المجاهدين و الأنصار الذين نالوا الشهادة أثناء جهادهم مع رسول صلى الله عليه و سلم .
نهض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمير أعظم دولة في ذاك الزمان و سار مجللا بالهيبة و الوقار بوجه يعلوه الايمان و جسم فارع الطول عليه جبة قديمة بها 12 رقعة سار خلفه عدد من الصحابة أخذوا ينظرون الى جبته القديمة قال بعضهم لبعض : ما رأيكم في زهد هذا الرجل ؟ لقد فتح الله على يديه بلاد كسرى و قيصر و طرفي المشرق و المغرب و تأتي إليه وفود العرب و العجم من كل مكان فيستقبلهم و عليه هذه الجبه القديمة ذات الرقع الكثيرة...
اقترح بعضهم أن يتقدم اليه بعض كبار الصحابه الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و يحاولوا إقناعه بأن يستبدل هذه الجبه القديمة بثوب جميل و أن يقدم له جفنة الطعام في الصبح و المساء قال البعض الآخر لايجرؤ أحد على أن يتحدث إليه في هذا الأمر إلا علي بن أبي طالب أو ابنته حفصة فهي ذات مكانه عالية في نفسه لأنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى أمهات المؤمنين ذهبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه و عرضوا الأمر عليه فقال لن أفعل هذا و لكن عليكم بأزواج النبي صلى الله عليه و سلم فإنهن أمهات المؤمنين و يستطعن عرض الأمر عليه فلما سمعوا رأي الإمام علي بحثوا في الأمر و استقر الرأي على أن تقوم كل من أم المؤمنين عائشة و حفصة رضي الله عنهما بتلك المهمة دخلت عائشة و حفصة رضي الله عنهما على أمير المؤمنين عمر فقربهما و أحسن استقبالهما فبدأت عائشة بالحديث قائلة يا امير المؤمنين هل تأذن لي بالكلام ؟
قال : تكلمي يا أم المؤمنين فقالت ما معناه : لقد مضى رسول الله إلى سبيله إلى جنته و رضوانه لم يرد الدنيا و لم ترده و كذلك مضى أبو بكر من بعده و قد فتح الله على يديك كنوز كسرى و قيصر و ديارهما و حمل إليك أموالهما و خضعت لك أطراف المشرق و المغرب و نرجو من الله المزيد و في الإسلام التأييد و قد أصبح العجم يبعثون إليك رسلهم و وفود العرب تأتي اليك من كل مكان و أنت تستقبلهم بتلك الجبة القديمة التي رقعتها 12 رقعة فلو غيرتها بثوب لين يهاب فيه منظرك و أيضا يأتونك بجفنة طعام في أول النهار و أخرى في آخر النهار تاكل منها أنت و من حضر معك من المهاجرين تأثر أمير المؤمنين تأثرا بالغا حتى بكى بكاءا شديدا سأل أم المؤمنين عائشة قائلا : هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم شبع من خبز قمح عشرة أيام أو خمسة أيام أو ثلاثة أيام أو جمع في يوم بين عشاء و غداء حتى لحق بربه ؟ قالت : لا استمر عمر رضي الله عنه في حديثه لهما قائلا : أنتما زوجتا رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكما حق على المؤمنين عامة و علي خاصة و لكنكما أتيتما ترغبانني في الدنيا و إني أعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لبس جبة من صوف و ربما حك جلده من خشونته هل تعلمان ذلك قالتا : نعم ثم قال أمير المؤمنين لعائشة : ألا تعلمين أن رسول الله كان يرقد على عباءة تكون له بالنهار بساطا و بالليل فراشا فندخل عليه و نرى أثر الحصير في جنبه ؟ ثم قال لحفصة : ألا تذكرين يا حفصة حين قلتي لي أنك ثنيت الفراش للنبي ذات ليلة فشعر بلينه فرقد و لم يستيقظ بالليل إلا حينما سمع آذان بلال فقال لك النبي : ياحفصة ماذا صنعتِ ؟ أثنيت المهاد ( أي الفراش ) حتى ذهب بي النوم إلى الصباح ؟ مالي و مال الدنيا و مالي شغلتموني بلين الفراش و في النهاية قال لابنته : ياحفصة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مغفور له ماتقدم من ذنبه و ما تأخر و مع ذلك فقد أمسى جائعا و رقد ساجدا و لم يزل راكعا و ساجدا و باكيا و متضرعا آناء الليل و النهار إلى أن قبضه الله برحمته و رضوانه ثم قال رضي الله عنه : لا آكل عمر طيبا و لا لبس لينا بل سيكون له في صاحبيه أسوة و قدوة و قطع عمر عهدا على نفسه ألا يجمع بين طعامين في وقت واحد سوى الملح و الزيت و لا يأكل لحما إلا مرة كل شهر فخرجت عائشة و حفصة و أخبرتا الصحابة بما حدث و ظل عمر ماضيا في طريقه إلى أن لقي ربه شهيدا سعيدا غفر الله لك يا عمر وأسكنك جنة عرضها كعرض السموات و الأرض أعدت للمتقين و جعلنا من رفقائك و رفقاء الرسول و الصديق و المهاجرين والأنصار إن شاء الله تعالى .
[/size]
[/size]
azaa abd el hamid
نقاط : 99 تاريخ التسجيل : 17/06/2009
موضوع: رد: وبكي الفاروق الأربعاء سبتمبر 02, 2009 12:33 am