دعاء : سبحان الله العظيم عدد ما كان وعددماسيكون وعدد الحركات والسكون المهنة : نقاط : 7991 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
موضوع: المسيحية و الالتزام الاجتماعى 00000 الخميس يوليو 16, 2009 8:35 am
المسيحية و الالتزام الاجتماعى 000000
من أجل شباب مسيحى متكامل، ينتمى لوطنه، ويشهد لمسيحه. يتصور البعض أن المسيحية ديانة أخروية، أى أنها لا تهتم إلا بالسماء والأبدية، ولا تشعر بالتزامها الإجتماعى ودورها فى المجتمع. والحقيقة أن سبب هذا التصور هو ما حدث فى بعض البلاد، التى كانت تسمى مسيحية مثل: روسيا وأثيوبيا وغيرها، وكيف كانت الكنيسة ورجال الدين غائبين عن ساحة الخدمة الإجتماعية، والإحساس بالفقير والجائع والمطحون. وقد كان التطور الطبيعى أن يتصور الثّوار أن المسيحية هى التى علمتهم ذلك، حتى ان ماركس تصور أن الدين هو أفيون الشعوب، بمعنى أن المخدر الذى يتعاطاه الفقراء والمطحونين، بتشجيع من الأغنياء والقادرين، لكى يظلوا راضين بحالهم المأساوى، منتظرين المكافأة والراحة فى السماء. وينبغى أن نعترف أن بعض رجال الدين المسيحى فى هذه الدول كانوا سبباً فى هذا التصور، إذ عاشوا فى بذخ واستهتار، ولم يهتموا بأخوتهم فى الوطن، وحاجاتهم الأساسية، فلما حدثت الثورة، لم تحدث ضد رجال الدين فقط، بل ضد الدين أيضاً. فهل المسيحية فعلاً دين أخروى لا يهتم بالحياة على الأرض، والإحتياجات الأساسية للإنسان كالخبز والحرية!!
1- المسيحية والعمل الإجتماعى : إن الرب يسوع نفسه، بعد أن تحدث إلى الشعب حديثاً روحياً مستفيضاً، ورأى أنهم جاعوا، فقال لتلاميذه: "أعطوهم أنتم، ليأكلوا"، وأشبع الجموع حتى لا يخوروا فى الطريق (مت 14:14-21). ومع أنه ركز على الكلمة لحياة الإنسان، إلا أنه لم يلغ الخبز، لهذا قال: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 4:4). إن الرب يسوع لم يهمل أبداً حاجات الإنسان إلى الطعام والشراب، بل أكد لنا أنه سيعطينا كل ذلك دون أن نطلب، ورفع أبصارنا الروحية إلى غذاء الروح، ليتكامل الغذاء الإنسانى: الروحى والجسدى، فالإنسان روح وجسد!! "وإن كان الرب يوصينا إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه" (رو 20:12)، فكم بالحرى تكون مشاعرنا حينما نرى أخوتنا فى الوطن، فى حاجة إلى لقمة خبز أو شربة ماء؟! إن المسيحية تتسامى بالروح، دون أن تهمل الجسد، لهذا قال الرسول بولس: "لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه" (أف 29:5). كما أن المسيحية توصينا على أخوتنا المحتاجين "من كان له معيشة العالم، نظر أخاه محتاجاً، وأغلق احشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه؟!" (1يو 17:3). "أن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومى، فقال لهما أحدكما أمضيا بسلام، استدفئا وأشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟" (يع 15:2،16). لهذا جاءت الوصية شاملة "فلنعمل الخير للجميع، ولا سيما لأهل الإيمان" (غل 10:6)، فالخير هنا للكل، ولكن من البديهى أن يهتم الإنسان بأخوته، كأعضاء فى جسد واحد. إن تقسيم العمل المسيحى إلى عمل روحى وآخر إجتماعى، هو محض خطأ معتاد. فالمسيح لم يمزق الإنسان، وكلا العملان: الروحى (كالوعظ والرعاية) والإجتماعى (كخدمة احتياجات الجسد)، عملان مسيحيان بالدرجة الأولى!! لهذا فالأب الكاهن يهتم بكل زوايا الإنسان، وإن وزع الخدمات على أناس مختلفين، لكنهم يجب أن يكونوا دائماً متكاملين، ويكفى أنه من مواهب الروح القدس أيضاً أن الرسل اختاروا أناساً مملوئين بالروح القدس من أجل خدمة الموائد.
2- المسيحية والتحرر : المسيحية تدعو الإنسان إلى الحرية!! ليس إلى الحرية الإجتماعية والسياسية فقط، بل إلى الحرية الروحية من الداخل، حينما يتحرر الإنسان من ذاته وشهواته وأنانيته، ويتحد بأخوته فى المسيح، ويخدم أخوته فى المجتمع بكل حب. ومع أن المسيحية لم تدعو إلى الثورة ضد السادة، فى القرن الأول، حيث كانوا يشترون البشر كعبيد، لكنها كانت دائماً تشجعهم على التحرر بطريقة سليمة، إذ يقول الرسول بولس: دعيت وأنت عبد فلا يهمك!! وأن استطعت ان تصير حراً، فأستعملها بالحرى!! لأن من دعى فى الرب وهو عبد، فهو عتيق الرب!! كذلك أيضاً الحر المدعو هو عبد المسيح!! "قد أشتريتم بثمن، فلا تصيروا عبيد للناس" (1كو 21:7-23). لاحظ هذه المبادئ : 1- إذا كنت عبداً، لا يهمك، المسيح حررك من الداخل! 2- الإنسان الحر إجتماعياً، هو عبد للمسيح، بإرادته! 3- لا تصيروا عبيداً للناس! 4- إذا استطعت التحرر، فلا تتأخر عن ذلك! لقد حررت المسيحية الإنسان من الداخل، لهذا اوصت "العبيد أن يطيعوا سادتهم ببساطة قلب، شاعرين أنهم يخدمون المسيح، ويشهدون له" (أف 5:6- كما أوصت السادة أن يتركوا التهديد، عالمين أن لهم سيد فى السموات، ليس عنده محاباة (أف 9:5). وقد لاحظنا كيف غيرت المسيحية السيد "فليمون"، والعبد "انسيمس" فصارا عضوين فى جسد المسيح، وأخوين فى الرب "لا كعبد فيما بعد، بل أفضل من عبد أخاً محبوباً" (فل 16). وهكذا تتغير قلوب الناس وترق، وتتسامى، فتحترم الإنسان، مهما كان مستواه الإجتماعى أو المادى، وتحبه، وتخدمه، وترتفع به، إلى احساس الجسد الواحد، والأخوة المتكافئة!! إن المسيحية تبارك تحرير الإنسان، وإلغاء الرق، فالكل مخلوق على صورة الله، ومع أنها لا تدعو إلى العنف والثورة، التى تقود بالضرورة إلى دماء وأحقاد، فهى تدعو إلى التغيير والتسامى، بحيث يرى المسيحى فى أخيه فى البشرية، إنساناً مخلوقاً على صورة الله، فيهتم به وبكل إحتياجاته، متوقعاً أن دينونة الرب له ستكون على أساس ما قدمه من خدمات للمريض والفقير والمسجون (مت 25).. فهؤلاء كلهم هم أخوة المسيح، فبالحرى هم أخوته أيضاً!!
3- دور المسيحية فى المجتمع : الإنسان المسيحى له دوره فى المجتمع، فالرب لم يقل لنا: "أنتم نور الكنيسة" بل قال: "أنتم نور العالم" (مت 14:5)، ولم يقل لنا "أنتم ملح المسيحى" بل قال: "أنتم ملح الأرض" (مت 5:5)، والرسول بولس يقول: "نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا" (2كو 20:5)، بل أن الرب طلب منا: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس" (مت 16:5). المسيحى إذن : نور، ملح، وسفير!! نور : بمعنى أنه يضئ للجالسين فى الظلمة، الذى فى أعماقه يهزم فلول الشر والخطيئة فى المجتمع، هو دور مزدوج: قدرة على هزيمة الظلام والدنس، وإرسالية لنشر النور والقداسة.. هو إنجيل متحرك، رسالة "معروفة ومقرؤه من جميع الناس" (2كو 2:3). ملح : بمعنى أنه أبيض نقى وقادر أن يذوب فى العالم دون أن يضيع!! فالملح يذوب فى الطعام ويختفى، ولكنه أبداً لا يضيع!! وكما أن الملح يحفظ الطعام من الفساد، كذلك المؤمن يحفظ المجتمع من الفساد بقدوته الطيبة!! أما إذا فسد الملح، أى أنحرف المؤمن، فبماذا يملح؟! سيداس من الناس فعلا!! سفير : فكما أن السفير له جنسية غريبة ولغة غريبة ووطن آخر، كذلك المؤمن وطنه: السماء، وجنسيته سماوى، ولغته لغة: السمائيين. فمع أن جسده فى العالم، لكن قلبه فى السماء!! يحيا فى العالم دون أن يحيا العالم فيه!! يقدم صورة سيده وسلوكيات سيده، ولغة سيده، ويكون خير سفير عن المسيح مخلصه!! فليعنا الرب أن نحيا المسيحية فى عمقها.
الانبا موسى اسقف الشباب
atef
المهنة : نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 26/07/2009
موضوع: رد: المسيحية و الالتزام الاجتماعى 00000 الخميس ديسمبر 10, 2009 3:10 pm
يارب إذا أعطيتني نجاحا فلا تاخذ تواضعي وإذا أعطيتني تواضعاً فلا تأخذاعتزازي بكرامتي وإذا أسـأت إلى النـاس فامنحني شجاعة الاعتذار وإذا أســاءالنــاس إلي فامنــحني شجاعة العـفو