موضوع: تابع الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين 2 الخميس يوليو 16, 2009 2:49 am
إنَّ الحمد للَّه نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله . وبعد،،، إعلم أنَّ الله سبحانه وتعالى لمَّا أرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق هيأ له أصحاباً كراماً شرَّفهم بصحبته وتلقي الشرعية فصاروا هم مقدم العلماء وطليعتهم وحرصوا غاية الحرص وبذلوا ما يستطيعون في حمل الشريعة عنه صلى الله عليه وسلم وقاموا بذلك على الكمال والتمام فكان ذلك من أسباب فضلهم ونبلهم وشرفهم وكل من جاء بعدهم لهم المنة عليه لأنهم الواسطة بين الأمة ورسولها صلى الله عليه وسلم وهكذا الأمر لمن بعدهم من التابعين وأتباعهم والعلماء من بعدهم سلسلة متصلة الحلقات . ثمَّ هؤلاء العلماء قد جمعوا بين الرواية والدراية فجمعوا بين الفقه والحديث؛ومعرفة الآثار وحفظها واستيعابها وبين الفقه فيها؛ فكان لهم التمكن في الفهم والمعرفة . فالواجب على الأمة من بعدهم وخاصة طلبة العلم أن يوقروا العلماء وذلك يتم بمحبتهم وامتلاء القلوب بها، وإجلالهم اللائق بهم وذكرهم بالخير، والثناء عليهم، وحمل ما يأتي منهم على أحسن المحامل ، واعتقاد أنهم بشر واجتهادهم دائر بين الأجر أو الأجرين، ولا يتكلم فيهم أحد إلاَّ بخير، فمن ذكرهم بغير ذلك وحط من شأنهم ما ضرَّ إلاَّ نفسه ( 1 ). فالنهج السوي الذي يجب أن يسلكه طالب العلم وغيره في حق سلف هذه الأمة الذين بذلوا أعمارهم وبذلوا قصارى جهدهم في جمع العلم وتقريبه للأمة من بعدهم، فمن حقهم علينا الحمد والثناء وذكرهم بالخير وامتلاء القلوب بمحبتهم . ومن أحسن ما جاء في التنبيه على هذا الأمر كلمة لأبي جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة حيث قال : " وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين ــ أهل الخبر والأثر وأهل الفقه والنظر ــ لا يذكرون إلاَّ بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل( 2 ). وهذا هو تحقيق معنى قوله تعالى: ( ربَنَا اغْفِرْ لَنَا ولإِخْوَانِنَا الذيْنَ سَبَقُونَا بِالإِيمَان وَلاَ تَجْعَلْ فِيِ قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَذِيْنَ آمَنُوُاْ رَبَنَا إِنَكَ رَؤُوُفٌ رَحِيِمْ )، فلا تكونن ممن غلا ولا ممن جفا فكلا طرفي قصد الأمور ذميم ( 3 ). واعلم أنه لا يغلوا فيهم إلاَّ جاهل بحقيقة الشريعة، ولا يجفوهم إلاَّ جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم ( 4 ) ، فإنَّ لهم حرمة ترعى وحقاً يجب أن يؤدى( 4 ) . *وها نحن نضع بين يديك أخي الطالب ترجمة موجزة للأئمة الأربعة لتعلم فضلهم وسابقتهم :الإمام الشافعي رحمه الله ( 150 ـ 204 هـ )
هو محمد بن إدريس أبو عبد الله الشافعي المكي المطلبي، الفقيه، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم . تفقه على مسلم بن خالد ( فقيه مكة )، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومالك بن أنس، ومحمد بن الحسن، ( الفقيه )، وخلق سواهم . وتفقه به جماعة منهم : الحميدي، والقاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور، والمزني، والربيع بن سليمان المرادي، والبويطي، وخلق سواهم . قال الذهبي رحمه الله :" الإمام العَلَم،... الفقيه، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقال:" كان الشافعي ــ مع عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية ــ بصيراً في الطلب نقل ذلك غير واحد " ( 15 ) . وقال ابن كثير :" وقد أثنى على الشافعي غير واحد من الأئمة منهم : عبد الله بن مهدي، وقد سأله أن يكتب له كتاباً في الأصول فكتب له الرسالة وكان يدعو له في صلاته، وكذلك أثنى عليه شيخه مالك بن أنس، وقتيبة بن سعيد ــ وقال هو إمام ــ، وسفيان بن عيينة، ويحي بن سعيد القطّان ــ وكان يدعو له أيضاً في صلاته، وأبو عبيد القاسم بن سلام ــ وقال : ما رأيت أفصح، ولا أعقل، ولا أورع من الشافعي ــ، ومحمد بن الحسن، وخلق كثير، وكان أحمد بن حنبل يدعو له في صلاته نحواً من أربعين سنة، وكان أحمد يقول إنه مجدد المائة الثانية ... إ.هـ مختصراً (16 ). وقال ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" : " فقيه العصر، والإمام الكبير" ( 17 ).
وقال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال : تعال حتى أريك رجلاً لم تر عيناك مثله . قال: فأقامني على الشافعي ( 18 ) . وقال الإمام أحمد:"ما أحد مسَّ محبرة، ولا قلماً؛ إلاَّ للشافعي في عنقه منة" وقال:" كان من أفصح الناس " ( 19 ). فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة ورضي عنه .
Why not
نقاط : 1824 تاريخ التسجيل : 08/06/2009
موضوع: رد: تابع الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين 2 الإثنين أغسطس 31, 2009 8:00 pm